أحمل راية العشاق
وأمتشق سيف الأنبياء
وألثم تراب الوطن
وأعتزم الرحيل
الظلمة تملأ جوانب الطريق
والممر أضيق من نفق
والحرارة أشد من حريق
الشمس ساطعة
والأفق في الحمرة غريق
ألم أشيائي وأنتفض
ومن غفوتي أفيق
تعانقني نسمة صيفية
ويرفرف طير جريح
وتذبل زهرة الأقحوان
والنرجس والعليق
ترقد بداخلي هواجسي
وأوهامي اللعينة
وأنا أودع صخب المدينة
وأوجاع زمن المقت
وزيف الواقع الرديئ
أضم بقايا الذكريات
وحفنة من سنين هرمة
وأهم بالمضي وحيدا
لا رفيق ولا صديق
أعاكس الريح والأنواء
وقدامي نخلة بائسة
وزيتونة في آخر الطريق
لا أرى غير ضباب
وخضرة باهتة
تودع شتات الربيع
وخطاف يطوف السماء
وقبرة تحملق في الفضاء
البعيد
وسنبلة تميلها الرياح
العاتية
وغبار يلف المدينة
أبتعد قليلا
وأتوقف
أتحسس جرحي النازف
وأحزان أيام الضيق
وأمضي بكل كبرياء
غير عابئ بنهيق
وعواء
ونقيق.
تونس في 19/05/1997