المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
التلاميذ المجتمع كتاب المرحله التغير الخدمة الاجتماع محمد الاجتماعية موريس الجوهري الالكترونية البحث والاجتماعية التخلف الشباب اساسيات العمل تنمية في الجريمة العنف المجتمعات الاجتماعي الجماعات التنمية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Empty
مُساهمةموضوع: جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي   جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي Emptyالأحد مارس 06, 2011 1:39 am

جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي



من الظواهر الاجتماعية التي تلفت الانتباه و تحظى بالدراسة ظاهرة التمايز أو الانقسام الاجتماعي إما أفقيا كالانقسام إلى شعوب و قبائل و إما راسيا كالانقسام إلى طبقات. و من بين حالات التمايز الاجتماعي الرأسي التمايز إلى نخبة و جماهير.

و مع أن ظاهرة التمايز إلى نخبة و جماهير هي ظاهرة اجتماعية قديمة و تبدو ظاهرة مستمرة إلا أنها تثير اشكالات فكرية عديدة من بينها اشكالات نظرية مثل اشكالية مستقبل الظاهرة نفسها أي ما إذا كان الارجح أنها ستدوم ما دام المجتمع البشري أم أنها ستختفي مع تطور المجتمع إلى أوضاع معينة كما تكهن البعض بزوال ظاهرة الانقسام الطبقي مستقبلا و اشكالات عملية في مقدمتها اشكالية العلاقات بين طرفيها و هي ما نعتزم هنا مقاربتها في و ضعها العربي ممهدين لذلك بمقدمة تتناول الظاهرة عموما

تمايز الجمهور - النخبة: المفهوم

مفهوم النخبة:

لكلمة النخبة- و تنطق بضم النون و اسكان الخاء وإن كان ابن منظور استحسن لغويا ما رواه عن نطقها بضم النون و نصب الخاء- استخدامان متقاربان و قد يخلوان من بعض التداخل، وهما الاستخدام اصطلاحي و الاستخدام الغوي.

يستفاد من الأدبيات المتاحة أن كلمة النخبة تستخدم اصطلاحا للدلالة على الجماعة الأكثر قوة و نفوذا او تأثيرا في المجتمع و عادة ما يقصد بها النخبة الحاكمة و/ او النخبة الثقافية . و تتراوح مدلولات النخبة الحاكمة/ السياسية اتساعا و ضيقا بين دوائر متراكزة اضيقها دائرة الحاكم و شركائه و اعوانه المباشرين في السلطة من السياسيين والتنفيذيين و العسكريين و الامنيين و تتسع اوسعها لتشمل سائرالشركاء و الاعوان غير المباشرين من ذات الفئات و غيرها كالقوى المالية و الاعلامية سواء الحاكمة او المعارضة. و بالمثل تتراوح مدلولات النخبة الثقافية اتساعا و ضيقا بين دوائر متراكزة اضيقها دائرة المنظرين السياسيين و المفكرين و صناع الرأي العام و قادته و تتسع اوسعها ليشمل كل من يشتغل بالكلمة المؤثرة بما فيهم المعلمين و الروائيين و سواء كانوا في السلطة او ضدها. و هذا الاستخدام الاصطلاحي لكلمة النخبة نشأ في البدء خارج الادبيات العربية

و في استعمالها اللغوي الشائع يتضمن معنى النخبة التفضيل او التحسين او الاختيار. و لذلك ليس من الشائع ، و لعله من المستهجن، استخدام و صف نخبة للفئات او الشرائح المنبوذة او غير المرغوبة اجتماعيا فلا يقال مثلا نخبة القتلة او نخبة المجرمين بينما من المعتاد سماع عبارات من مثل نخبة الشعراء و نخبة الرياضيين . وقد أثار هذا الإيحاء بالتفضيل عدم ارتياح او اعتراض البعض و الذي حاول أن يستبدل بكلمة النخبة في استعمالها الاصطلاحي كلمة أخرى لم يتفقوا عليها حيث روج بعضهم لكلمة الطليعة بينما فضل آخرون كلمة الملأ و اقترح بعض ثالث كلمة السراة التي التقطها من نصوص الشعر العربي. و الى حين الفصل في ما اذا كان الانسب اختيار كلمة اخرى او الابقاء على ذات الكلمة قد يفيد و قد يكفي التذكير باهمية التفريق بين الاستخدام اللغوي للكلمات و الاستخدام الاصطلاحي لها . و يعني هذا التفريق في حالتنا هذه أن كلمة النخبة إذا ما استخدمت اصطلاحا فان معناها يتحدد وفقا للتعريف الاصطلاحي له و الذي ليس من بين عناصره عنصر التحسين او التقبيح ولا يفترض اصطحاب او الاعتداد بالإيحاءات اللغوية في الاستخدامات الاصطلاحية ما لم يتضمنه او يشير اليه التعريف. و لذلك فان مصطلح – مثلا- النخبة الحاكمة تصدق اصطلاحا على الحكام سواء كانوا فعلا نخبة صالحة شريفة او كانوا زمرة طالحة مجرمة.

و لا تتفق الاستخدامات الاصطلاحية لكلمة النخبة على مدلول معين حيث مال البعض في البدء، و خاصة في الدراسات الاجتماعية، على حصر مدلولها في النخبة الحاكمة و ووسعه البعض ليشمل النخبة السياسية كلها و الحق البعض بالنخبة الحاكمة النخبة الثقافية و مؤخرا ساد الاتجاه إلى توسيع المدلول ليعني الأكثر تأثيرا في الشأن العام من سائر الفئات بما فيها فئات الحكام و السياسيين و المثقفين و العسكريين و الاقتصاديين و الإعلاميين و ..الخ

و إذا ما تبين المفهوم العام للنخبة، بدا واضحا أن مفهوم الجمهور يقصد به هنا جماع من ليسوا من النخبة من أفراد المجتمع.

علاقة الجمهور– النخبة:

الطبيعة:

حيثما وجد تمايز إلى جمهور و نخبة تكون بينهما بالضرورة علاقة ما . و من بين أهم سمات هذه العلاقة أنها:

الجدلية: ربما لأنه لا شئ في هذا الكون ، في ما نعلم، يقوم بذاته او مستغن عن غيره، يبدو أن الطبيعة العامة لسائر العلاقات في هذا الكون هي أنها علاقات جلدية أي تبادلية او ثنائية الاتجاه و ليس احادية الاتجاه . و يصدق ذلك على علاقة الجمهور- النخبة إذ أنها علاقة جدلية تقوم على تبادل طرفيها ليس فقط المنتجات، المادية و المعنوية اوالرمزية، و الأدوار و إنما حتى أيضا الأفراد الذين ينتقلون من طرف إلى طرف لتغير في أدوارهم او نتيجة التزاوج. و من خلال كل تلك التبادلات يتبادل الطرفان التأثير و التأثر .

الإيجابية- السلبية:

مهما كانت المتبادلات بين الجماهير و النخبة فان تاثيرها او مردودها لا يكاد يخلو من خليط من الفوائد ( الايجابيات) و الاضرار( السلبيات) . و تعتبر العلاقة إيجابية في التقدير العام إذا ما كانت فوائدها اكبر من أضرارها و تعتبر سلبية إذا ما كانت أضرارها اكبر من فوائدها. و ضمن متصل الإيجابية- السلبية تتراوح علاقة الجمهور - النخبة بين القوة و الضعف و بين العدل و الظلم و بين الحب و الكراهية وبين الانسجام و التناقض و بين السلم و الحرب و بين الحوار و الصراع و لا تستقر استقرارا ابديا على حال دون حال. و من هنا يتضح أن المعني بجدلية علاقة الجماهير- النخبة ليس هو الجدلية بمفهومها الشائع الماركسي الذي يستلزم التناقض و الصراع.

الأهمية:

حيثما و جد تمايز جماهيري- نخبوي توجد بالضرورة علاقة بين طرفي التمايز أي بين الجماهير و النخبة و قد تكون هذه العلاقة قوية او ضعيفة و لكن كما أن قوتها مهما ازدادت و تعاظمت لا تؤول إلى الاطلاق فكذلك ضعفها مهما ازداد ضعفا لا يؤول ابدا إلى الصفر حتى عندما توصف أحيانا تجاوزا بالانقطاع. و الأصل في ذلك منطقيا أن أي تمايز ، و منه تمايز الجمهور- النخبة، لا يمكن تصوره إلا على أساس علاقة ، فلا يمكن مثلا تصور نخبة حاكمة دون افتراض وجود جمهور يرتبط بتلك النخبة بعلاقة الحكم. و يشهد الواقع على انه مهما كان هناك تمايز جماهير- نخبة كان هناك علاقة ما بينهما.

على أن ما يهمنا في هذه العلاقة ليس بعدها التصوري المنطقي او الواقعي و إنما بعدها الوظيفي و خاصة من المنظور التنموي الحضاري. فالبناء الحضاري هو بالضرورة بناء مجتمعي أي يتطلب مشاركة و تكامل جهود كل أطراف المجتمع و إذا ما كان هذا المجتمع متمايزا إلى جمهور و نخبة فان ضرورة مشاركة وتكامل جهود كل أطراف المجتمع تعني ضرورة مشاركة و تكامل جهود طرفي الجمهور و النخبة و لكن جهود الجمهور و جهود النخبة لا يمكن أن تتكاملان إلا إذا كانت بينهما علاقة تكاملية. و إذا صح ذلك لا يبدو من المبالغة أن نقول أن الحضارة في المجتمع المتمايز إلى جمهور و نخبة دالة في علاقة الجمهور و النخبة و بحيث أنه بقدر استقامة و ازدهار هذه العلاقة تستقيم و تزدهر الحضارة و بقدر اختلال و تدهور هذه العلاقة تختل و تتدهور الحضارة. و يوضح ذلك اكثر مدى أهمية علاقة الجمهور- النخبة.

المؤثرات:

إذا كانت علاقة الجمهور- النخبة بتلك الأهمية التنموية و الحضارية تتعين معرفة العوامل التي تؤثر على هذه العلاقة لتتسنى معالجتها بما يساعد على توجيه العلاقة و تنميتها من اجل استنهاض المجتمع و تفعيل البناء الحضاري. و ليس المقام لحصر تلك العوامل و لكن يمكن الإشارة إلى بعضها كما يلي:

الوعي :

كلما كان وعى طرفي العلاقة أي الجمهور و النخبة عاليا و متقاربا مستوى و منسجما مضمونا مالت العلاقة إلى الاستقامة و السلاسة و الازدهار و كلما كان الوعي متدنيا و متفاوتا مستوي و متعارضا مضمونا مالت العلاقة إلى الاختلال و التصادم . و المعني بالوعي هنا يشمل الوعي العام متمثلا في المستوى التعليمي و المستوى الثقافي العام و الوعي الخاص أي وعي كل طرف بدوره و مهامه.

المرجعية:

المرجعية: يتأثر سلوك البشر عموما ، جمهورا كانوا أم نخبة، بمرجعياتهم الدينية و الفكرية أي بمنظومة المسلمات و المبادئ التي يرجعون إليها في احكامهم القيمية او الخلقية كأحكام الخير و الشر و الصواب و الخطأ . و كقاعدة عامة فان وحدة و تماثل المرجعيات من شأنه المساعدة على تقارب البشر عموما شعوريا و اتجاها و سلوكا مما يوثق العلاقة بينهم ينما تباين او تناقض المرجعيات من شأنه أن يقلل من أسباب التقارب وجدانا و سلوكا مما يضعف العلاقة بينهم و قد يتسبب في توتير العلاقة بينهم على نحو قد يتصاعد إلى درجة التصادم و الاحتراب. و يصدق ذلك على العلاقة بين الجمهور و النخبة وبحيث انه كلما تماثلت او انسجمت مرجعية النخبة مع مرجعية الجمهور مالت العلاقة بينهما لان تكون إيجابية و كلما تباينت و تناقضت مرجعياتهما مالت العلاقة بينهما لان تكون سلبية.

العلاقات الداخلية:

للعلاقات الداخلية بين قطاعات و فئات كل من الجمهور و النخبة أثرها على العلاقة بين الجمهور و النخبة . فالنخبة التي تتسم علاقات فئاتها و تياراتها بالتنافر و التصادم عادة ما تعجز عن منع انعكاس هذا التنافر و التصادم على علاقات النخبة بالجمهور و من ثم على علاقات الجمهور ببعضهم البعض. و على سبيل المثال فان التصادم او التحاور بين النخبة الحاكمة و النخبة الثقافية عادة ما تلقي بظلالها على علاقات الجمهور بالنخبة الحاكمة تصادما او تحاورا. و بالمثل فان توتر العلاقات بين قطاعات او فئات الجمهور كثيرا ما ينعكس توترا على علاقات الجمهور بالنخبة.

الجمهور- النخبة عربيا:

من أهم الإشكاليات التي تواجه محاولات المعالجة العلمية لاي جانب من جوانب المجتمع العربي قلة توافر الدراسات العلمية الرصينة الميدانية و النظرية او التحليلية للمجتمع العربي . و يصدق ذلك على محاولة المعالجة العلمية لجانب التمايز الجمهوري- النخبوي للمجتمع العربي. ومع انه و منذ فترة ما بعد رحيل الاستعمار و تسلم النخب العربية السلطة في البلاد العربية و خاصة منذ عقد السبعينات من القرن الماضي ظهرت بعض الدراسات عن النخب في المجتمع العربي إلا انه يلاحظ أن هذه الدراسات و التي تبنت في الغالب المنظور الحداثي الغربي او المنظور الماركسي و نادرا المنظور الإسلامي او المنظور بعد-الحداثي مثلت جهودا فردية و ركزت على النخب القطرية و خاصة النخبة الحاكمة/ السياسية و النخبة الثقافية و لم اقف على دراسة أكاديمية جماعية منظمة للنخبة العربية على المستوى القومي و بمختلف فئاتها و شاملة للجوانب الميدانية و النظرية بناء على منهج تعددي مقارن.

و مع الأخذ في الاعتبار بالإشكالية السابقة نحاول في ما يلي تناول علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي:

علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي:

الراهن:

مثلها مثل علاقات الجمهور- النخبة في المجتمعات الاخرى تتسم علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي بالجدلية .على أن هذه العلاقة تغلب عليها منذ بدايتها في التاريخ العربي المعاصر السلبية. و قد لا يحتاج المرء للتدليل على غلبة السلبية على علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي إلى اكثر من ملاحظة انه بالرغم من مضي نصف قرن تقريبا على بدء او دخول هذه العلاقة مرحلة البناء الحضاري و التنموي، بعد انتهاء مرحلة التحرير مع رحيل الاستعمار، لم تنجح بعد ، وقد لا يكون من المبالغة القول بأنها فشلت، في تحقيق التقدم المطلوب في استنهاض المجتمع و تامين الانطلاق الحضاري.

و عدم التمكن من او الفشل في تامين الانطلاق الحضاري إنما يؤكد وجود خلل في علاقة الجمهور- النخبة إذ لو كانت هذه العلاقة سليمة لما كان المجتمع العربي على ما هو عليه الان من تأخر ليس في البناء الحضاري الشامل و إنما حتى في عملية التنمية الاقتصادية الشاملة و التي قطعت فيها مجتمعات عالمثالثية أخرى أشواطا مقدرة و متقدمة كثيرا على ما حققه المجتمع العربي.

و يحتاج الأمر إلى دراسة واسعة و شاملة لتحديد اوجه الخلل في علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي على نحو دقيق. و لا يمكننا في مثل هذا المقام سوى الإشارة العامة لبعض تلك الاختلالات على النحو التالي:

اللاوضوح:

منذ البدء افتقرت علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي للتقنين الواضح لحقوق و مهام و سلطات الطرفين كما افتقرت للرؤية الواضحة التي تحدد وجهتها الحضارية و مسارها التنموي. و صحيح أن النخب العربية سارعت عموما إلى اشتراع الدساتير و القوانين ووضع المواثيق إلا أنها كلها صيغت في الغالب من قبل النخبة و بدون مشاركة حقيقية من الطرف الآخر أي الجمهور ر و نزعت إلى اغفال التحديد المفصل و الدقيق لحقوق وسلطات الطرفين او تحديدها على نحو ينتقص من حقوق وسلطات الطرف الغائب لصالح تضخيم حقوق واختصاصات وسلطات ، ولكن ليس مسئوليات، الطرف الذي صاغها. و قد أسفر ذلك عن غموض، ربما كان مقصودا، أتاح للنخبة المزيد من السلطات و القدرة على الحركة لتأمين مصالحها و اتخاذ ما تراها من إجراءات ضد الجمهور.

و لم يقتصر اللاوضوح و الغموض على الوثائق الرسمية المنظمة للعلاقات بين النخبة الحاكمة و الجمهور بل تعداها إلى اطروحات و أدبيات النخبة الثقافية التي تتناول التنظير للشأن العام حيث سادتها العمومية المخلة بوضوح الرؤية و تبين المسار المستقبلي . و مما زاد الجمهور إرباكا تعارض و تناقض مضامين و اتجاهات و مرجعيات فكر النخبة العربية و تصاعد اللجاجة و الجدال بين تياراتها

الوصائية:

ظلت النظرة السائدة لدى النخبة العربية للجمهور العربي نظرة مبنية على تقدير أن الجمهور العربي جمهور غير واع و ربما قاصر لا يحسن التقدير و التصرف و لذلك لا ينبغي تركه لتقرير اموره و لا يتعين التحاور معه لتقرير تلك الامور وعلى النخبة أن تتولى التفكير عنه وتقدير و تصريف أموره نيابة عنه. و مما ترتب على ذلك أبعاد الجمهور العربي عن المشاركة الحقيقية و الفعلية في تقرير الشأن العام سواء على المستوى القطري او المستوى القومي و حصر دوره – حيث منح دور- في الاحتشاد و المباركة لما تقريره من فبل النخبة . و بذلك غاب عن علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي أي حوار ذي مغزى. و يخطئ من يظن أن هذه النظرة الوصائية و ما ترتب عليها من غياب الحوار اقتصرا علاقة النخبة الحاكمة – الجمهور فقد اتسمت بها أيضا علاقة النخبة السياسية عموما بالجمهور كما يعكس ذلك حال العلاقات الداخلية في الاحزاب و التنظيمات السياسية سواء الحاكمة او المعارضة حيث تكاد تغيب عنها ممارسة الحوار الندي الحقيقي بين الجمهور( القواعد) و النخبة ( القيادة) او ما يستلزمه مثل هذا الحوار من ديمقراطية. بل أن النظرة الوصائية هي السائدة حتى في علاقة النخبة الثقافية بالجمهور العربي حيث يعتقد الكثيرون من أفراد و بعض اتجاهات النخبة الثقافية العربية أن دور الجمهور العربي ينحصر في حسن الاستماع و الفهم و التنفيذ . و لعله ليس من العسير ملاحظة أن جذور النظرة الدونية للجمهور لدى المثقفين العرب تمتد إلى عصور الانحطاط الإسلامي حيث تبدو بارزة في كتابات بعض الفقهاء التي تطرقت للجمهور غالبا تحت مسمى العامة.

الشكية:

انتاب علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي قدر كبير من الشك المتبادل. ففي البدء أي عند تسلم النخب الوطنية للسلطة بعد رحيل الاستعمار آمل و توقع الجمهور العربي أن تحقق له تلك النخب طموحاته التنموية و تطلعاته الحضارية ولكن و نتيجة لفشل النخب في تحقيق تلك الطموحات التي وعدت بها و لما ظهر منها من سلوكيات و ممارسات غير سليمة و ما تكشف من علاقاتها المشبوهة بدأ الجمهور العربي ، بعد فترة انتظار و ترقب، يشك و يزداد شكا مع مرور الزمن في مصداقية و قدرات النخبة العربية. و مع بدء الجمهور العربي في التلميح إلى شكوكه بوسيلة او أخرى بدأ يساور النخبة العربية الشك في ولاء الجمهور لها او اعترافه بها . و سرعان ما بدأ الطرفان يعبران عن شكوكهما بوضوح حيث بدا الجمهور اقل استجابة للنخبة و اكثر عزوفا عن النخب الظاهرة إلى البحث، متى ما سنحت لها فرصة للاختيار، عن نخب بديلة و الإقدام في حالات نادرة على التظاهر . إما النخب فأكدت شكوكها بمقاومة منح الجمهور حق الاختيار الحر و تقييد حريات التعبير و أحيانا مصادرة هوامش الحريات التي انتزعها بعض الجماهير العربية بالثورة – مصادرتها بالانقلابات العسكرية بحجة او أخرى.

التصادمية:

عندما ينتاب علاقة ما الشك يزداد احتمال انحدارها نحو التصادم خاصة إذا ما كانت تلك العلاقة تفتقر للحوار الذي يساعد على تبديد الشكوك إذا ما رافقه صدق النوايا المشفوع بالاستعداد للتصحيح العملي. ولان علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي كانت ، كما سبق الذكر، تفتقد الحوار المشار إليه انحدر بها ما انتابها من شك إلى العنف و التصادم . فمارس الطرفان العنف ضد الآخر كل بالوسائل المتاحة له و على نحو ما شهدته و ما زالت تشهده الساحة العربية. و ربما كان من أتسوأ مظاهره مؤخرا نشوء حركات إرهابية من وسط الجمهور تمارس العنف ليس ضد النخبة( العالمية و المحلية) فقط و إنما ضد الجمهور أيضا.

الاستبعادية:

مالت علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي في ما يتعلق بالشأن العام الى العمل في الوسط الذكوري من المجتمع و استبعاد او إهمال العمل في الوسط النسائي الأمر الذي نتج عنه- كميا- انحسار هذه العلاقة عن اكثر من نصف المجتمع العربي و بالتالي عجزها عن دمجهم او استيعابهم في دائرة العمل العام و الاهتمام بالشأن العام. اما الأثر النوعي لهذا الاستبعاد على العلاقة نفسها و على الشأن العام فيحتاج تحديده الى مزيد من الدراسات الاكاديمية.

لقد اسهم مجمل ما سبق في تحويل او الإبقاء على علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي علاقة مختلة تنزع الى أن تكون علاقة أحادية الاتجاه تبدؤها النخبة و لا يكاد يستقبلها او يرحب بها الجمهور الا قليلا مما اضعف تبادليتها او جدليتها و حولها الى علاقة غير فعالة. و عزف او كاد الجمهور عن الشأن العام و انصرف- و كثيرا ما تم صرفه عمدا- الى شئونه الخاصة مما أتاح الفرصة للنخبة الانفراد بالشأن العام و العمل على خصخصة ليس المرافق العامة فقط و انما المصلحة العامة عموما.

اختلالات و عيوب طرفي علاقة الجمهور- النخبة:

لاشك أن الاختلالات و العيوب السابقة وغيرها و التي اصابت و لازمت علاقة الجمهور- النخبة في لمجتمع العربي و انتهت بها الى ما انتهت اليه من وضع مؤسف مزر انما نتجت عن عوامل واسباب متعددة منها الذاتية او الداخلية و منها الخارجية. و من تلك العوامل و الاسباب عيوب و اختلالات عانى منها طرفا العلاقة نشير الى بعضها في ما يلي:

من عيوب واختلالات النخبة:

التقليدية و الافتقار للابداع و الاجتهاد:

اتسم فكر النخبة الثقافية العربية بالتقليدية و ضعف الابداع و الاجتهاد . وقد يبدو للبعض أن التقليدية في النهج انما هو شأن فكر التيار الديني فقط من النخبة الثقافية. و صحيح أن فكر او فهم التيار الديني ساده التقليد و فشلت النخبة الدينية في كثير من الحالات في الانعتاق من اشكالية التقليد و التي ابتلي بها الفقه الاسلامي منذ عصور بعيدة و لم تنجح في بلورة اجتهادات فقهية تعالج المستجدات و خاصة في الشأن العام معالجة مستمدة من اصول الدين و في نفس الوقت مناسبة للعصر. و لكن الاصح هو أن التقليدية مثلت سمة طاغية لكل النخبة الثقافية العربية و أن التيارات الاخري لم تكن اقل تقليدية من التيار الديني. وكل ما في الامر انه بينما ابتلي التيار الديني بالنزوع الى تقليد نماذج فقهية موروثة ابتليت التيارات الاخرى بالنزوع الى تقليد نماذج فكرية ابتدعها اخرون خارج نطاق العالم العربي ولمعالجة ظروف تختلف في كثير من نواحيها عن ظروف المجتمع العربي و طفقت تنقلها و بدون اجتهاد يذكر في تحويرها و تطويرها لتناسب المجتمع العربي. و لان كل ما استهوى تيارات النخبة الثقافية العربية تقليده كان ضعيف الصلة براهن المجتمع العربي فان كل تلك التيارات اغتربت، وإن بدرجات متفاوتة, عن المجتمع العربي و الجمهور العربي. و لم يقتصر الاغتراب، كما يظن بعض النخبة الدينية، على النخب الاخرى فكما اغتربت النخب الاخرى عن راهن المجتمع العربي مكانا او منشأ حيث ظلت مشدودة الى مكان خارج مكان المجتمع العربي اغتربت النخبة الدينية عن راهن المجتمع العربي زمانا حيث ظلت مشدودة الى ماضي المجتمع العربي و ليس الى حاضره .

وقد حال النهج التقليدي للنخبة العربية دون تمكنها من الابداع و الابتكار اللازمين لبلورة رؤية تنموية حضارية و اضحة تكفل معالجة قضايا المجتمع و تفعيل علاقة الجمهور- النخبة

تصادمية العلاقات البينية:

أن ما سبقت الاشارة اليه من تصادمية علاقات الجمهور- النخبة في المجتمع العربي انما تعود اساسا الى تصادمية العلاقات ما بين فئات او تيارات النخبة العربية فقد ضلت هذه العلاقات طريق الحوار و التنافس السلمي و انغمست في ممارسة العنف ضد بعضها البعض . و لم يقتصر العنف على ما تبادلته النخبة الحاكمة و النخبة الثقافية و انما تغلغل و امتد الى علاقات النخب الحاكمة مع بعضها البعض و علاقات النخب الثقافية مع بعضها البعض. و ربما كان اشد دوائر العنف تلك وقعا على النفس و ايلاما لها دورات العنف التي انزلقت اليها النخبة الثقافية و ادارتها باسلوب خسيس تمثل في استعداء النخب الحاكمة على الاخر الثقافي او التواطؤ معها في ضرب هذ الاخر الثقافي و اصدار فتاوى التكفير و الضلال او الردة الفكرية و اتنهامات التخوين و العمالة و على نحو يذكر بذات الممارسات الخسيسة التي كانت قد انزلقت اليها التيارات الثقافية العربية التاريخية كالمعتزلة و الاشعرية. و لعل مما يثير الغرابة و يستحق التأمل و الدراسة ملاحظة أن من ابتدر الى خساسة استعداء النخب الحاكمة على الاخر الثقافي في كلتا الحالتين أي في الماضي البعيد و في الحاضر القريب كانت هي التيارات الثقافية التي عرفت بالانحياز الى، او رفعت, شعار العقل و العقلانية!!!

الاختلال التكويني و الهيكلي:

عانت النخبة العربية من اختلالات تكوينية و هيكيلية كانت لها انعكاساتها السلبية عليها و على علاقتها بالجمهور و من تلك الاختلالات:

غياب التناسب بين قوة النخبة الحاكمة( القوة المادية او العسكرية) و قوة النخبة الثقافية ( القوة المعرفية)

طغيان النخب القطرية على النخب القومية

غياب العنصر النسائي عن النخبة الفاعلة في الشأن العام

تقليدية / بدائية المناهج التكوينية( التربوية و الاعدادية) للنخبة الثقافية مما افقرها من الكفاءات الفكرية و العلمية العالية و القادرة على الابداع و الابتكار

تكون النخب الحاكمة بطرق كثيرا ما تكون غير مقبولة لدى الجمهور

من عيوب و اختلالات الجمهور:

الامية:

يعد انتشار الامية في اوساط الجمهور اهم عيوب الجمهور حيث انها تاتي في مقدمة محددات و عيه و اسباب تعرضه للتضليل و عوامل عجزه عن بناء الذات.

الفقر:

يمثل تمكن الفقر من الجمهور العربي احد اهم اسباب انصرافه عن الشأن العام انشغالا بضروريات المعيشة، و تعرضه للاستغلال اضطرارا ، و استمرار اميته او ضعف تعليمه لعجزه عن تحمل النفقات.

ضعف التنظيم:

أن الجمهور العربي لا يفتقر فقط لقوة المعرفة (بسبب الامية) و قوة المال( بسبب الفقر)و القوة العسكرية ( لاسباب قانونية و اخرى) و انما يفتقر ايضا للقوة التنظيمية ( التنظيمات الاهلية) و التي كان يمكن أن تكون احد اهم اسباب القوة المتاحة للجماهير للانطلاق نحو الانعتاق من الامية و من الفقر بحسن تنظيم و توجيه مواردها الشحيحة و قوتها السياسية الهائلة.



المستقبل:

الحديث عن مستقبل علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي يثير نقاط شتى على اننا سنكتفي هنا بإشارات الى نقطتين هما:

التطورات و المتغيرات المحلية و الدولية المؤثرة على العلاقة

معالجة مستجدات و اختلالات العلاقة

التطورات و المتغيرات:

لعل مما يصح ان يكون مبعث تفاؤل لمن يكون قد أقلقهم ما تم استعراضه من جوانب الصورة القاتمة لراهن علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي ان التطورات المحلية ذات الصلة بهذه العلاقة تبدو اكثر ايجابية. و من تلك التطورات التنامي الملحوظ في وعي كل من طرفي العلاقة، و التوسع المتواصل للهامش الديمقراطي في المجتمع العربي، و انتعاش حركة انتظام و مأسسة المجتمع المدني العربي و …الخ . و بالطبع لا تخلو التطورات المحلية من تحديات و احيانا سلبيات مخيفة و ربما كان من اهمها ما لوحظ مؤخرا من تنامي بعض توجهات و حركات العنف في اوساط بعض قطاعات النخبة و الجمهور كما يعكس ذلك ما تشهده بعض المجتمعات العربية من احداث مؤلمة و كذلك التراجع الملحوظ في الاوضاع الاقتصادية في المجتمعات العربية كما تعكسه ظواهر تنامي البطالة و انخفاض مستويات المعيشة و المضاعفات المحتملة لهذا التراجع على الجماهير و النخبة و من ثم على علاقتهما ببعضهما.

في ما يخص التطورات و التغيرات الدولية ذات الصلة يبرز في المقدمة تنامي التأثير او الدور الدولي في علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي. صحيح أن علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي ظلت تتعرض عبر التاريخ المعاصر للتأثير الخارجي و لكن هذا التأثير كان محدودا اسلوبا و مجالا. فاسلوبا كان هذا التأثير يتوسل بالاستعمار و من بعده ، اساسا، بالنخبة الحاكمة في تحقيق اهدافه، و مجالا كان يستهدف اساسا الشأن السياسي و الاقتصادي و باستثناء جهود التبشير و فترة الاستعمار ، و خاصة الفرنسي، لم يستهدف التأثير الخارجي الشأن الثقافي العربي بشكل اساسي كما لم يستهدف الجمهور مباشرة. اما الان و مع تصاعد حركة العولمة و التطورات المذهلة في وسائل الاتصال الجماهيري و رواج بعض النظريات الاستراتيجية و التوجهات الصراعية و تطور الفهم للمجتمعات و اسس التحكم فيها و توجيهها فان هذا التأثير الخارجي قد تناما و توسع بقيادة النخبة العالمية ( النخبة الغربية) بشكل كبير اسلوبا و مجالا و تحول الى تدخل خارجي واضح يستهدف الشأن الثقافي بقدر ما يستهدف الشأنين السياسي و الاقتصادي، و يتوسل بالنخبة الثقافية بقدر ما يتوسل بالنخبة الحاكمة بل و يخاطب الجمهور مباشرة، و يستخدم الكلمة بقدر ما يستخدم النفوذ السياسي و الضغوط الاقتصادية و الامنية بل ويستخدم القوة العسكرية تهديدا و تاديبا و- إن اقتضى الامر- احتلالا سافرا.

هذا التحول الكبير يبرر القول- احسب دون مبالغة- أن علاقة الجمهور – النخبة في المجتمع العربي لم تعد علاقة ثنائية الاطراف كما كانت في السابق بل تحولت الى علاقة ثلاثية الاطراف تمثلها بالاضافة الى الطرفين الأصليين، أي الجمهور العربي و النخبة العربية، النخبة العالمية كطرف ثالث لا يقل و ربما يزيد تأثيرا عن الطرفين الآخرين. و مع ان المضاعفات المحتملة و الاثار المستقبلية لهذا التحول على علاقة الجمهور- النخبة و المجتمع العربي ككل لم تحظ بعد بالدراسة العلمية المنظمة فان الارجح انها لن تكون اثارا بسيطة خاصة اذا لم يسارع المجتمع العربي لدراستها و معالجتها .

معالجة المستجدات و الاختلالات :

في ضوء ما تمهد يمكن القول بان معالجة مستجدات و اختلالات علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي تتطلب القيام بثلاث خطوات اساسية هي:

تعميق الوعي بالحالة الراهنة لعلاقة الجمهور- النخبة و بالمستجدات ذات الصلة و اثارها من خلال المزيد من الدراسات المتعمقة و الموجهة

تشجيع المتغيرات و التطورات الايجابية ذات الصلة بعلاقة الجمهور- النخبة و التصدي للتحديات و المتغيرات السلبية

اصلاح او تصحيح اختلالات و عيوب علاقة الجمهور – النخبة . و نحسب أن امثلة الاختلالات و العيوب التي تم استعراضها سابقا قد عرضت بطريقة توحي بالاصلاحات المطلوبة.

بيد أن الكثير من اوجه الخلل و العيوب المطلوب اصلاحها او تصحيحها و كذا التحديات التي يتعين التصدي لها يمكن أن يثير عددا من الاشكالات النظرية و المشكلات العملية المرتبطة بمحاولة تحديد الاصلاح او التصدي الامثل مضمونا و اسلوبا و من ذلك مثلا:

الاصلاح الامثل لخلل علاقة النخبة الثقافية بالنخبة الحاكمة بين اقتراحي التعاون و المعارضة و اتجاه المقاطعة او البيات

التصدي الامثل لتحدي الطرف الثالث – طرف النخبة العالمية- في علاقة الجمهور- النخبة بين دعوات الصدام و المواجهة المسلحة و دعوات الحوار الموضوعي و التلاقح و توجهات الذوبان و التغرب

و لن يناسب المقام محاولة المناقشة المفصلة لمثل تلك التساؤلات و الاشكالات بيد أنه قد يكون من المفيد أن نشير قبل أن نختم القول الى اهمية بلورة خطوط او موجهات عامة توجه المناقشات التفصيلية و تقوم بدور معايير عامة تعين على بلورة الاجابات السليمة. و لعل من اهم تلك الموجهات العامة التي يمكن أن تكون محل اجماع او توافق عام:

ضرورة استعادة و تعزيز جدلية علاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي

ضرورة استعادة النخبة لمصداقيتها تبديدا لشكية الجمهور

التمسك بالحوار في مواضع الاختلاف و بالتعاون في مواضع الاتفاق

اهمية الابداع الثقافي في بلورة الاطار الحضاري لعلاقة الجمهور- النخبة في المجتمع العربي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
جدلية العلاقة بين النخبة و الجمهور العربي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برهان غليون : مجتمع النخبة، دراسات الفكر العربي
» جدلية الزمن -غاستون_باشلار
» " التنشئة الاجتماعية للطفل العربي في عصر العولمة" تأليف الدكتور السيد عبدالقادر الشريف، الصادر عن دار الفكر العربي بالقاهرة،
» إشكاليات المجتمع العربي؛ قراءة من منظور التحليل النفسي المركز الثقافي العربي الدار البيضاء 2008 272 صفحة | 7.15 ميجا بايت
» نقد نقد العقل العربي - وحدة العقل العربي الاسلامي _ جورج طرابيشي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: