المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
تنمية الجريمة الخدمة المرحله التنمية المجتمع التلاميذ المجتمعات والاجتماعية الالكترونية الجماعات الاجتماعية الجوهري الاجتماع البحث محمد موريس العمل اساسيات العنف التخلف كتاب في الاجتماعي الشباب التغير
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

  المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Empty
مُساهمةموضوع: المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة   		المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة Emptyالجمعة فبراير 11, 2011 2:04 am

المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة
د . سميــــر عبـد الرحمــن الشميري
_ كلية التربية -جامعة عدن
** المقدمة :-
لقد أستخدمت العولمة المرأة كوسيلة للدعــايـة وأهمـلت المرأة كـعـقل وكيان إنساني محترم , ولا تكتمل روؤية الكون والحياة بدونها , وحولت العولمة المرأة إلى سلعةٍ إستهلاكية , بحيث شوهت كثيراً من المعالم النيرة لهذا الكائن الأنيق والجميل الذي يكتنزالحب والحنان والأمومة والعاطفة .
والعولمة بخيرها وشرها قدر لا مفر منه , ولن يستطيع أحد الحؤول دون توقف الـمعلومـات التي سوف تؤدي إلى إحداث تغييرات في آفاق الوعي لدى الأفـراد , فـهـؤلاء يشاهـدون العالـم وهـم في غرفة الجلوس , ويستطيعون مشاهدة جوانب مختلفة من العالم والحضور ذهنياً في أنحاء مختلفة منه في آن واحد , وما عاد باستطاعة الإنسان أن يبقى معزولاً ( 1 ), فلا نستطيع عزل المرأة عن العولمة ووضعها في قفص حديدي يحجبها عن العالم , فالعولمة حاضــرة في كل الأرجــاء وليس باستطاعتنا أن نغلق أبوابنا , فهي تتسلل إلينا عبر الأثير على شاشات التلفاز والفضائيات , نشاهدها ونلمسها في كل مكان , في الموسيقى وعلب السجائر والملابس والــمواصلات وحـركة السوق والأشربة والأطعمة والتكنيك.
وجـل ما ركزت عليها الورقة هو تجليـات العولمة في حياة المرأة والأسرة , واستخدام العــولمة للمرأة كسلعة في السوق الأمــر الذي ينتقص مــن مكانة المــرأة وتحويلها إلى كائن سطحي يلبـي اللذائذ والرغبات , ومع كل ذلك كان لابد من إبراز الفوائد الكبيرة التي تجنيها المرأة من العولمة خاصةً إذا ما تم الاستغلال الأمثل للجوانب المضيئة والمفيدة في العولمة والتي تعتبر نقطة تحول كبرى في تاريخ البشرية , هذا ويتكون البحث من النقاط التالية :-
1- العولمة والتفكك الأسري .
2- المرأة كـسلعة للجنس والإثارة .
3- العولمة والتغير في حياة المرأة .
** أولاً:- العــولمة والتفكك الأســري
العــولمة ببعدها الســياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافـي , هــي ضــم العــالم تحــت مظلــة واحــدة تطـال كل فــروع الحيــاة ومنها المرأة . فالمرأة تقــف في قلــب المجتمــع وهـــي المكــون الرئيسي للأسرة فبــدونها يتعــذر الحــديث عن الأسرة على اعتبار أن الأسرة اللبنـــــة الرئيسية للمجتمـــع ويتعــذر وجود أسرة سليــمة دون زواج شــرعي ورابطــة دم وتربية الأبناء وســكن يعيشون فيــه في ظــل تســاكن اجتماعي وثقافي ومعيشــي وعـلاقات عـاطفية وإنسانـية حميـــمة .
ومــن أجــل تغيير المجتمــع في عصــر العولمة على الطـراز الغربي , لابـد مــن تغيير الأسـرة أو المــرأة على وجــه الخصــوص . فإذا كان لابــد أن تنشــأ الأســرة لــدينـا على زواج شــرعي معترف بــه مــن ناحــية شــرعيــة واجتماعية , فإنه ليس بالضــرورة لديهــم أن يكــون زواجــاً شــرعياً ويمكــن تكـوين الأســرة على أسـاس مجمــوعـه مكــونه مـن الأشخاص يعيشــــون تحــت سقــف واحــد حتـى في ظـــل انعدام المرأة والأولاد ورابطــة الــدم , ويرتكزون على مصالح اقتصادية واجتماعية وثقافيـة معينــة , وليس بالضــرورة أن تكــون الأســرة شــرعية تشــتمل على رجــل أو امرأة , وقــــد تـتكــون مــن رجــال دون نســاء أو نســـاء دون رجـــال.
إن هــذا المفهــوم للأســرة يصــب لصـالح الشـــاذين جنــسيـاً مــن النســاء أو الرجــال , وقـــد ينطبــق إلى حــدٍ ما على المؤسســــات الرعاية التي تقــدم خــدمات اجتماعية جليــلة للأطفال وأفــراد المجتــمع .
فتعــميم هــذه القــيم الأســرية والاجتماعية تحـت مظلــة العـولمـة يضـر كثيـراً بالقيـم الإنسانـية النجيبــة , وتوجـه ضـربات مؤلمـة للتجمعات البشــرية , فتعطيـل الأسـرة وسـحب وظائفهـا مثل وظيــفة التنـاسـل والتزاوج الشــرعي ما بين الرجـل والمــرأة , وتحويل هـذه الوظيفة التنــاسليـة إلـى مـجاميــع شـــاذة مــن الرجــال والنســاء لا ينجــبون أطفــالاً وتعميــم ما أصطلــح تســميته بالزواج المثــلـي يعتبـر خطـراً على المجتــمع البشـــري , إذا ما أستفحلت هـذه الظاهـرة والتي بــدأت تتفشــى في المجتمعـات الغـربيــة . والطــامة الكبــرى أن بعــض البلـدان الغربيــة مثل الدانمارك وفرنســا وهولنــدا وأمريكـا بدءوا يشـرعون للزواج المثـلي بطـرق قانونيــة لايجـد فيها الأفراد حـرجاً في ظـل حمايـة المؤسسـات والقوانيــن , علاوة على العادة المتعارف عليها بالبغاء والتي أصبحــت اليـوم موضـة قديمـة فـي زمــن العـولمـة .
إن البغــاء والـذي ظل مألوفاً لفترة طويلـة في المناطـق الحمــراء أصبــح شـرعـياً إضـافة إلـــى فـرض ضـرائب القيمـة المضاف على تلك الخــدمة . وهـذا العام ( 2001م ) , أصبحـت هـولنـدا أول بلـد فـي العالـم يعــطـي الحــق في الزواج بيـن الجنـس الواحــد ومساواتهم في الحقــوق مثــل الزواج بين الرجل والمـرأة , كمـا وافـق البرلمان على( قتــل الرحمـة) وجعلـه قانونا ًللبـلاد))(2) وفــي أواســط المثليات اللواتـي لديهــن أطفـال , فإن الأب البيولوجـي للطفل- أو حتى والديه - يكون لديهــم الحـق القانوني أكثر من الشريكــة التـي قامت بتربيته . ويقـول وابيـك إن المؤسسـة القانونيـة الوحيــدة التي يمكـن أن تحميهــم هـي مؤسســــة الزواج لأنهـا ملـزمـة للطرف الثالث .
وفــي نظــر القانون فإن الزواج هــو أكثــر الروابـط الأسرية بعـد رابــطة الــدم ) (3) . فالتفكــك العائلي والشــذوذ الجنســـي وتعاطي المخـدرات والعنصــرية والفـــردية والاغتراب والأمراض النفسيــة وانتشار مســاحة الجريــمة المنظمــة والفســاد الأخلاقــي , كلهـا تعابيـــر على أن هـذه المجتمعات المتقـدمة التي تصــدر إلينا قيــم العولمــة والتحـرر واللبراليـة بحاجـة إلى إعـادة النظــر فيمـا تصــدره إلينـا , ويتوجـب أن نتعامل باتزان مع كل ما يصــل إلينــا.
فنحن شــركاء في هــذا العالـم لابـد أن نفـرق ما بين التبعية المطلقــة والتفاعل الحضاري والاستفادة مــن الإيجابيات . لقــد جســمت الحــداثة الغربيــة مســعى لتأكيــد دور الإنسـان في نحت مصــيره وحــقه في استخدام عقلــه من أجل تحقيق سعــادته وقــد اقترنت بأيديولوجيــا العقــلانية والتقــدم وتجاهـل العامـل الروحــي ومحاربـة التقاليــد . ولئن كان للحـداثة منجزاتهــا على صعيــد تحـرير العقـل والتقــدم العلمــي والتقنــي وإرســاء حقــوق المواطـن وترســيخ فكــر حقــوق الإنسـان فقـــــد رافقتهــا سلبيات عـديدة مـن بينهـا تفكــك الروابــط العائليــة والأزمــة الروحيــة والأخلاقيـــــة وهــي سلبيــات بصــدد إنتاج ردود فعــل معاكســة تنـزع إلى تأكيــد القيــمة المحورية للعائلة وأهميــة البعـد غير العقلـي في الإنســان (4).
لقد أكــد عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر ( 1864-1920م) أن الأخلاق والعقيدة البروتستانتية المسيحية هي التي خلقـت المجتمع الـــــرأسمالي المتطور ، فهذا المجتمع الرأسمـــــالي المتطور يرتكز على العقلانية ويتقـاطع مــع الســلطة الكـاريزمية والسلطة التقــليدية والتي تعـــتمد عــلى الانفعالات والعـادات والتقـاليد والولاءات الشخـصية والعشائرية والأســرية والقبلية ، فالسلطة العقـلانية هي رمز للتقدم والتحضر والكفاءة والعلم والعدالة والمساواة .
وهناك ملاحظة لابد من الجهر بها ، هو أن رهــط من المفــكرين أكــدوا ، أنــه مع كل تطــور حضاري ، يتواكب انهيار أخلاقي ، والمرأة المتعلمة والمتحضرة تدفع ثمناً لتطورها وتحضرها وتحررهـا بألوان مختلفة منها ماهي مادية ، ومنها ماهي روحية وصحية ونفـسية . * إذاً : هل القيم والأخلاق الغربية كلها فاسدة بما فيها العولمة ؟ سنكون ظالمين للاعتدال ، إن اعتقدنا أن القيم الغربية كلها فاسدة ، فهذا حكم ظالم ، وفي الاتجاه المعاكس سنكون مجانبين للصواب ، إن اعتقدنا أن قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا العربية و الإسلامية كلها سليمة لاتعتورها عورات . وعن إنحلال المرأة الغربية ، يقول المفكر محمد جابر الأنصاري :
نأتي كسياح إلى الغرب ، ولا نحتك إلا بذالك القطاع الهامشي السطحي من التجارة السياحية ومن السياحة الإغرائية التي تجذبنا ، وتغرينا نحن لا الغربيــيـن ثم نعود نتحدث عـن إنحلال المرأة الغربية وإستهتارها ! وننسى ملايين النساء الغربيات العاملات في المصانع طوال النهار ، لأنـنـا لا نشاهدهـن في سياحتنا الليلية ! ننسى المرأة الغربية العاملة ... ننســـــى المرأة الغربية المتعلمة والمتفكرة والملتزمة بتربية أولادها . متناسين أن الغرب يؤمن بالسلوك الصريح غير الموارب وأنه يضع أصغر رذائله تحت المجهر ويمارسها في العلن ولا يستحي منها ولا يهمه أن يمارس (( تمثيل )) الحياة الفاضلة أمام الآخرين ... ( 5) .
وهناك حسنات للعولمة لا يمكن طمسها أو تجاهلها ، ولا مبالغة في القول بأن عالماً جديداً يتشكل مع ظاهرة العولمة ، يترافق مع ظهور فاعل بشــري جـديد ، يعمل عن بعـد وبسـرعة الضوء أو الفكـر بقدر ما يستخدم طرقات الأعلام السريـعة والمتــعددة ، أو يتعامل مع شبــكات الاتصال المعقدة والفائقة . إنه الإنسان التواصـلي الذي تتيح له الأدمغـة والتقنيات الرقميـة التفكيــر والعمل على نحو كوكبي وبصورة عابرة للقارات والثقافات (6) .
فالعولمة حولت العالم إلى قــرية صغيرة ، وساعــدت البشــر على التعـرف على العالم والمناطق القصية ، وأعطت شحنة قوية من التلاقح والتقارب الحضاري بين الشعوب في القارات والأقاليم المختلفـة وعـرفت الشعـوب ببعــضها البعض في العادات والتقاليد والقيـم والمعتـقدات ، وأعطت إمكانية في ســرعة الاتصال والتنــقل والتبادل التجاري والسـلعي والمعـلوماتي والمثاقفـة والتأثير والتأثر بثقافات وعادات وتقاليد الشعـوب الأخرى صوب مزيد من التشـابه والتقارب في العادات والقيم والمعارف والنفسيات ومستوى درجة الوعي .. فأصبح العالم بين متناول اليد فعبر الصورة والهوائيات والإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى يتجول الإنسان في العــالم وينـهل الكثيــر مـــن المعــلومات والـقـيــم ويكــون رأياً وثقــافـــة لمــا يــدور حــولــه مــن صراعــات وتغـــيــــرات وتبدلات ... فالحرية والديمقراطية والعقلانية وحقوق الإنسان والمرأة والمواطنة المتساوية تلقــى واجاً عالمياً لما تمثــله من قيم إنسانية محمــودة تساعد البشــرية بصــورة عقــلانية في تـقريــر مصيرهم بأنفسهم بعيداً عن السلطات القمعية والجائرة التي تتحكم بمصير الإنسان الصغيرة منها والكبيرة . فحســنات العولمــة كثيــرة منهــا :-
- إنتقــال عناصــر الإنتاج إلى الدول التـي يمكــن أن تستخــدمها بكفاءة .
- اتساع الســوق أمــام الســلع والخـدمات بما يســمح للاستفادة منهــا .
- توفــير الإستثمــارات اللازمــة للتنميــة في الدول الناميــة .
- وفــرة المعلومات اللازمــة لاتخاذ القرارات السـليمة لإدارة الدولة .
- المنافســة التي تؤدي إلى تحســين كفاءة إستخــدام الموارد على المستوى المحلــي .
- انتشار الوعــي السياســي والديمقراطـــــي .
- تقليــل المشـاكل السياســـة بين الـدول المتعاملة معــاً في ظـل العولمــة .
- الاستفادة مــن الثقافات الأجنبيــــة , وإحيـاء الثقافات الوطنيــة لحمايـة نفسها من مخاطـر العــولمــة ( 7 ).
والملفـت للنظـر أنه مــع سـرعة إيقاع العولمــة تحدث هــزات مؤلمــة في حيــاة الأســرة وتبـرز إلى الســطح ظاهــرة شــيوع الطلاق والتفكــك الأســري , ممـا يزيــد من الإنكسارات في حياة المــرأة والأطفـال , والأزواج . والمظهــر المثير لهـذا التفكــك هـو فقـدان الأسـرة المتزايدة لقـدرتها على الاستمرار كمرجعيــة قيميـــه وأخلاقيــة للناشــــئة , بســبب نشــــوء مصــادر جـديــدة لإنــتاج القيــم وتوزيعهـا وفي مقدمتهـــا الإعـــلام المـرئي . ومـع أنـه من الواجـب التنبيــه إلى أهمية الإضمحــلال التدريجي للســلطة البطريكيــة (الأبوية) في الأسـرة , وإلى النتائج التي يمكن إن تنجــم عن ذلك على صعيــد حريات الأفراد وانطلاق طاقاتهــم , وعلى صعــيد شعورهم بحقوقهــم إلا أن ذلك الإضمحـلال لم يـترافق مع الأســف , مع صعـود نظام القـيم الاجتماعي , بل مع انهياره , الأمر الذي عرض السلطــة الأبوية المتقهقرة , والثقافــة التقليدية السائدة في امتدادها , بحالة من الاستباحة والتســـيب القيــمي تجعــل الفرد أعـزل مــن أية دفاعات , بل مصـاباً بمـرض فقــدان المناعة القيميــة المكتســـبة ( 8 ) .
فالعولمـة تضــرب العائلة التقليدية في الصــميم وذلك بإشاعة الفردية والأنانية والحرية المطلقــة والنفعيـــة وانخفاض درجــة الترابــط الأســري وضعــف العلاقات الأسرية الحميمة بين أفـراد الأسـرة ومن جـراء تفكــك العائلة الممتـــدة البطريكيــة يترك فــراغاً عاطفــياً ووجــدانياً فـــــي الأســرة , وتنحــدر إلى الأسفـل العلاقات العائلية التضامنية , علاقات الحب والإخاء والتساكن المؤازرة والمعاشــرة , في حين لا تســــتطيع المؤسـسات الاجتماعية الحـديثة ســد هذا الفراغ المهــم , أو ترميـم هذه الأضرار الأسرية والعاطفية التي لحقــت بالأســرة . ومــن أهــم المظاهــر السلبية التي لحقت بالأسرة في زمــن العولمة نجملها على النحو التـالــي :-
1- التراجــع التدريجي للعلاقات الأسرية والعاطفيــة الجياشــة وتلاشــي ما يســمى ب((الأمن العاطفــي)) , عند المرأة والرجــل وبطبيعة علاقاتهم مع الأطفال وبقية أفراد الأسرة والآخرين .
2- زيادة معـدلات حالات الطلاق وخصــوصاً في المواقــع الحضـرية ( المدن ) .
3- تراجــع أدوار الأســرة والمرأة خصــوصـاً في تربية الناشئـة ( خاصــة المرأة العاملة ) حيث ينخفــض إهتمام الأطفال , وتعلقــهم بأمهاتهـم , والعكـس صحيــح , وهــذا يؤثر على مسألة العاطفة الأســرية والترابـط الـعائلي , حيث يتم الإرتكاز على الـمربيات أو وضــع الأطفال في مؤسســات التــنشـــئة الاجتماعيــة ( الحضانة , الروضة , المدرسـة .. ) والتي لا يمكن أن تحل محـل الأسـرة أو محـل الأم في تنشئــة الأطفال .
4- ضعــف درجة التماسك الأسري يؤدي لا محالة إلى تسـلل السلوكات المنحرفة في الأســــرة ومن ثم تهـدد هذه السلوكات الأمــن الإجتمـاعي .
5- تزايد معـدلات الطلاق وخاصــة في إطار الأسر المتعلمــة أو في صفــوف المرأة المتعلمــة , وسهــولة الزواج التلقائي بعيــداً عن المســئولية العائليـة والأخـلاقــية والقيميـــــــة .
6- زيادة حــدة الإستــهلاك غير العقـلاني في إطار الأســر المقـــتدرة , حيث يتم التبذير بالنقــود واللهـــث وراء المشتريات وإقتناء الجــديد في عالــم الموضــة والأدوات المنزليــة والترفيهيــــة وأدوات التجميــل , وخلق وعــي إستهلاكي زائف يلقـي بضـلاله على الأسرة والمجتمــع لمزيــد من التميع والفوضــى والتبذير وبعيــداً عن الحصــافة والتدبيــر المنزلي الســليم .
7- خــلق وعــي إجتماعــي وثقافــي زائف لــدى الــمرأة عن الحــرية والتــقــدم والتحضــر إلى درجة من الإســفاف , فحرية المرأة لا تعني وضعهـا في موقــع غــير محتشــــم ولا تعنـي دوس كـل القيـم الاجتماعية التقليدية على إعتبار أنهـا رجعيــة . فليـس كل مــا هـو قـديم رجعــي وليس كل ما هـو جديد تقـدمي ومفيـــد ... فحــرية المرأة ومشاركتــها في التنميــة , وجعلها عنصــراً تنموياً حقيقيــاً , هـو أبعــد بكثير من اللهث وراء فسـاتين الموضـــة , وإستــخدام أدوات التجميــل , والتفنــن في طهــي الأطعمــــــة , وتحضيـر ألوان الأشـربة , هـي أبعــد من مسألة الخــروج من المنزل والذهاب إلى الجامعـة أو الأسواق أو إلى مؤسســــات الأشغـال والحـدائق وأنديــة التـــسلية والترفيــة ومجـالــس الــقات النســــائيــة ( 9 ) . إننــا مع حرية المرأة ومساواتها بالرجل , الحـرية التي تجعـل من المرأة كائناً إجتماعياً محترمـاً لـه وزنـه الاجتماعــي ومكانته الاجتماعية , الحـرية التي تبجــل المرأة كعقــل وفاعل إجتماعي مشـارك في صيــاغة نسيــج الحياة اليومية والحضارية للمجتـــمــع .
يـؤكــد علمــاء الاجتماع في دراساتهـــم للمجتمعات التقلـيــدية , أن من مــسببات عــدم تفكــك المجتمعات التقليدية , التي ظلـت متماســكة وقوية برغم مــحاولات تفكــيك بنـيـتها التـــقلـيديـة بكـافة السبـــل والوسائل , هـو تمسكــها بالدين والعادات والتقاليــد الضاربة أطنابهــا في عمــــق ووجدان هــذه الشعــوب , وقـد حالت دون تلاشيهـا وتفككهــا على عكــس المجتمعات الهشــــــة التي كان من الســـــهولة بمكـان تفكيكــها .
فالأمـــــة اليابانية والصينيـــة والكــورية , تعــد من الأمــم المتحضـــرة اليوم في مجال العلــوم والتكنولوجيا والمخترعات العلمية والتقـدم الإقتصـادي والعلمي والثقافي , حقـقت هذه المجتمعات طفــرة نوعيـة في الثحديث إلا أن المجتمعات لازالت تقليــدية فــي عاداتها وتقــالــيدها وأخلاقهـا وسلوكياتها . فالمــرأة فـي هذه المجتمعات محافظة تميل للنزعــة التقليدية والأســـــرة متماســكة وقويـة تقــوم بأدوار ثقافيــة وتربوية وقيميــة وإجتماعية وإقتصادية مؤثرة . فهـم محافظون على قيمهــم وتقاليدهــم وعقائدهــم وعلى نواميســهم الاجتماعية وطقوســهم الدينيــة والعائـــــلية فــي أفراحهم وأتراحهــم.
فالعادات والتقاليد الحميــدة التي تحـــافظ على بقــاء وتماسـك الأســرة والمجتمــع من الإنحلال والتفكــك تعــد قيمـة أخلاقيــة وحضـارية مفيـدة في حين أن التفكــك الأسـري , وإزدياد معدلات الطلاق وإهمـال تنشــئة الأطفال , وضــعف أواصــر المحبــة والتعــاضـد الأســري تعـد قيمـا غير مفيـدة . . ولـــــست بحاجـة للقـول , أن الـدين الإســلامي والبنيــة التقليــدية والثقــافـة والعادات والتقاليــد والقيم, تعــد الخــط الدفاعي الأول للمجتمــع من الإندثار والتهلهــل في زمــن العولمــة التــــــــي نجحــــت فــي فرض قيمهـاً وإتجــاهاتها في الصعــــد الاقتصادية والثقافيــة والسياسية وتتجه الآن صـوب الثأثير على المجتمع من الناحية القيمية والوجــدانية والتذويقية والأخلاقيــة والتي تتصادم بعض قيمهــا مع عادات وتقاليد وأعراف المجتمـــع .
** ثانياً:- المــــرأة كســــــــلعة للجنــــــــــس والإثــارة
لقـد وصــف الشاعـر الكبير محمــد الفيتوري عصـر العولمة بأنه: عصــر الكآبة والحرية الزائفة , عصــر إنحطـاط القيم والأخلاق والفسـاد بكـافة أشكاله وألوانه وصـوره في العالــم ( 10 ) ففي هذا العصــر :- يحاول الأفراد أن يتغلبــوا على الوحشــة الداخلية والتجـزؤ الفـردي وافتقاد الهــوية , والحــب والبحث عن اللـذائذ وعـن طريق الصــداقة والانتماء إلى عصـائب الرفاق . وأبناء المــدن يضــيفون إلى ذلك العـودة إلى الأطعمة الريفية أو البحث عــن أصــدقاء أوفيـاء يجـدونهــم لـدى الحيوانات الأليـفة والكـلاب , أو تزيين بيــوتهم بالنبات . أما الضــيق المبرح فكثيـراً ما يقاومونه عن طريق اللجــوء إلى الأدويـة المهـدئة أو إلى المنجمـات أو إلى رياضــة اليـوغـا وســواها , وكثيـراً ما يدفعهـم ضيقهــم إلى أن يلقــوا بأنفســـهم في أحضـان الكحــول والمخــدرات .. ( 11 ) .
والعولمة تتجه صـوب تنميــط العالـم على غـرار الطراز الأوروبـي في الاقتصاد والاجتماع والســياســة والثقــافـة والقيــم , وتــقـوم في الضفــة الأخرى , بتكســـير الحواجــز بين الدول والشعــوب وتهــديم الدول القــومية والثقافات والعادات والقــيم بجــر هذه الشعــوب إلى دائرة التبعيـــة والتفكــك والانهيار , بما يخــــدم المصــالح الغــربيـــة . فمـا يصــدر إلينـا هــي ثقافــة الآخـر , قيــم اجتماعية وأخــلاق قــد تتــنافى أحيـاناً مـــع قيمنـا وأخـلاقنا : معلبات تتــضمن مـواد مــسلوقــة جــاهزة للاستهلاك وشركات إعـلاميــة تتنافــس لتقــديم سـلعتها للمستهلك في إخــراج مثيـر يضــعه تحت وطأة إغــراء لا يقاوم . لا وقت للتفكير والتمحيــص والتـردد, وسـائر ما يمكــن أن يحمي الوعــي من السقوط في إغراء الخداع (12).
ولا يمكــن الإحاطـة بالعولمة , إن لم نضــع في الاعتبار ثـلاث عمليات تكـشـف عن جــوهـرهـا العمليـــة الأولى : تتعلق بانتشار المعلومات بحيث تصـبح متاحة لـدى جميـع الناس . العمليـــة الثانـية: تتعلق بتـذويب الحــدود بين الــدول .
العمليـــة الثالثـة : هـي زيادة معـدلات التشـابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسســــات . وكــل هذه العمليات قــد تؤدي إلى نتائج سلبيــة بالنسبــة لبعض المجتمعات , وإلى نتائج إيجابيـة لبعضــها الآخــــــــر ( 13 ). ________________________________________
وللعــولمة أشــكال اقتصادية وسياسيـــة واجتماعية وثقافية على النحــو التالـــي :-
1- العــولمة الاقتصادية :-
هــو إخضــاع العالــم لســوق اقتصادية واحــدة يتحــكم فيها المركز (الدول الغنية ) , حيث يتـم دمــج اقتصاديات الــدول ضــمن إطـار الســوق العالــمي , وفــتح الحــدود للبضــائع والتــداول التجاري دون جمـركة أو إعـاقة . وإعـادة هيكــلة للاقتصاد العالمــي صـوب مـزيد من الحريـة الاقتصادية وخصــخصــة الملكيـة لصالــح الشــــركات العمــلاقة أو جعــل العالم سـوقاً حــرة مفتوحــة للجميــــــع . وعلى مستوى المعلومات وكمجال من مجالات العولمة التي تعمل فيها سـهولة انتقال المعلومات والحصـول عليها من أي مكـان في العالم عن طريق الإنترنت والفضائيات وســفر حتى الأفراد للحصــــول على المعلومات (14 ). وشموليتهــا نابعــة من سعيـها لتسليع كل شــيء , وسـرعتها تتجلى من خـلال حـركــة القطــيع الإلكترونـي الذي يتدفــق معلومات ومعرفة عبر أجهـزة الكمبيوتر والستلايت والإنترنت . وهــي في الوقت نفســه , تتســع لتمتــد إلى 195 دولة خالقة حضـارة عالمــية واحــدة من خلال ما تفـرضه مــن أحــكام وقواعــد متجانســة تتجاهـل الظـروف الخاصــة لأي دولـــة أو مجتمـــع , متناسية بذلك تمايز الهويات الثقافية والحضارية للشعـــوب ( 15 ).
2- العــولمــة الســياســـــــــية :- تســعى العولمة إلى خلق أنظمــة سياسية متشابهة , تستقــيم على الفــكر الليبرالي الديمقراطي , وتكون في جوهرهــا مشابهة للأنظمة الاجتماعية والسياسية في أمريكــا والبلدان الأوربيــة . وتسعى إلى نشــر المبادئ والقيــم الديمقراطية الأوربية وإلى تحــديث الأنظمـة السياسية بمـــا يتوأم مع مصالح القـوى العظمــى والذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إضعـاف الـدول القـومية لفســح المجال للشركات المتعددة الجنســـــية والمؤسســـات الماليـــة الدوليــة ( صنـدوق النقــد الدولي والبنــك الـدولـي ) فــي تنفيــذ سيــاســات هادفة إلى ربــط الدول الضعيفــة بهيكــلة الإقتصـاد العالمــي ولمزيد من التبعية في ظل عــدم توازن القــوى . فالدولة بســب ثورة المعلومات والإتصالات تتجــه نحــو الضعف وأن صانع السياسة والقرار يفقـد مع كل تقدم في هذه الثورة صـلاحيات حقيقيــة وفعليــة حتى وإن ظلت موجودة دستورياً وقانونيـاً.
ولذلك فالدولة - في واقع الأمـر- تقـع هـذه الأيام بين مطرقتين : مطـرقة تدق من فوقهـا , وهـي مطرقة العوـلمة وثورة المعلومات والإتصالات فتضعـف السيادة , وتخترق الحــدود أو تقــطع , وتتعرض الثقافة والإقتصـاد والسياسة للغـزو المنظم أو غير الـمنظم , ومطرقة تدق من أدنى إلى أعلى , منها تمــرد الأقليات أو صحــوة الأقليات من أجل حقوقها . ومنها أيضــاً الفجــوة الاجتماعية والإقتصادية المتزايدة الإتســاع بين أغنــى الأثرياء وأفقــر المحروميــن , وهي الفجوة الجاذبة نحوها بشـدة صحــوة الأقليات وتمرد بعضها على السلطــة المركزية , إذ لم يعــد ممكــناً حجــب معلومات عن توزيع الثروة في المجتمــع , أو عن حجــم الفسـاد في أجهــزة الدولة , أو عن جوانب ظاهـرة تعــدد جيـوب الدولة وخصــوصاً البطـالة والـبؤس والثقافـــة المخـربة والخــربة وجيــوب مراكز حــديدية للقــوة , مثل المافــيا وتجار المخــدرات والمال الفاســد والدعـارة العابرة للحــــدود ( 16 ).
3- العــولمــة الثقـــافيــــــــة :-
العـولمة الثقافية , الهــدف منهـا , خلـق ثقافة عالميــة واحــدة أو متشابهــة لجميـع البشــر , وهنـا يتيســـر للأقـوى سياسيـاً وإقتصـادياً من تســويق ســلعته الثقافية حتى وإن كانـت سلـبيــة إلــــــى الشــعوب الفقيرة والضعيــفة ومــن ثم تغييـر القيم والعادات والتقاليـــد والأذواق تبعــاً لمـا يريده المنتــج ولمـا تقتضيــه سياســـــة السـوق ممـا سيؤدي إلى إنهيــار في الثقافـــة والقيــم والعادات والتقاليد لصـالح قـوى السـوق والثقافات الإستهلاكية السـلعية .
فالقنوات الفضائيـة هي وســــيـلة مــن وسـائل الإختراق الثقافي الذي يســــتهدف السيطرة على الإدراك وإختطافه وتوجيهه . وبالتالي سـلب الوعـي , والهيمنـة على الهوية الثقافيـــة الـــفردية والجماعيـة ... وتعطيـل فاعلية العقـل وتكييــف المنطــق والتشـويـش على نظـام القـــيم وتوجيه الخيـال , وتنميــط الذوق وقولبـة الســـلوك ... وتكريـس نوع معيــن من الإستهلاك لنـوع مــن المعارف والســــلع والبضــــائع ( 17 ).
والعولمة الثقافية بطابعها الشــمولي السـلبي , هـي من أســوأ أنواع العولمة , فما لا تستطــيع أن تعملـه العولمة السياسية والإقتصادية تقـوم بعمــله العولمة الثقافية , فهـي تهــدد الهــوية الوطنيــة والقـوميــة والدينيـــة واللغــوية للشعـوب الضعيــفة , وتجعل الأفـراد يتطبعون بالطبـاع الغربيـة بحســناتها وسيئـاتها ... ففــي كتاب : السيـارة ليجزن وشجــرة الزيتون , يقـول المؤلـف :- يجــب أن يحــول العالم إلى أمريكييـن , كما يقـول : إذا لـم تســتطيع تخريب بيتـه فأجعلـه فـــي بيتـه كـأنه غـريب , مــن التخريب إلـى التغـريب .
فمـاذا تقـدم ماكـدونا لـز ؟ لحــم بطاطــس وعيــش وهـو موجــود في كل دول العالـم , وهــو من الإنتاج المحلي للبـلاد . والعاملين عماله محـلية وهـكـذا , لكنـه جـزء من طريقة الحياة الأمريكية, ويتفاخـر الشــــباب بأنه أكـــل في ماكدونا لز وبيتزا هــت , ولا يقـدر أن يقـول أنه أكــل فـــول وطعميــــه (18 ).
ففـي العولمة الثقافية يتـم , تكييــف الثقافــــــة وهي المنتـج الاجتماعـي سـلعة مثل السـلـع المادية تتداول في السـوق يســودها الأقـوى وبوسائل إيصـال للمستهلكـين ميسـورة ( القنوات الفضائية والإلكترونيــات والحواسيـب والإنترنت وغــيرها ) , بقـصد نـــقــل الأفـكـار والمبـادئ ونشــر المعلومات لمسـتوى الشـــيوع على جمــيع الناس ومــن ثم صيـاغة ثقافـــة عالــمية لها قيــمها ومعاييرها لزيادة معدلات التشـــابه والتجانـس بين الجماعات والمجتمعات والمؤسـسـات فـــــي محصــلة تبرز في إطارها رد على مستوى النفــس بإمكانيــة تشكيـل وعـي وإدراك ومفاهيـم وقناعات عالمـية الطـابـع ( 19 ) . لقــد شــاعت في الأونة الأخيرة ثقافة التســلية , على حسـاب الثقافة الوطنيـة والقومية والإنسانية وعلى حسـاب القيـم والعـادات والتقـاليـد الحمــيدة , فــثقافة التســلية , ثـقافة تروج لهـا مؤسـسات أمريكيــة متخصصــة- في شيوعها - عبر المسلسل التلفزيوني ودعايات السلـع الإستهلاكيــــــة والأغنيــة النمطية وكلمات وموسيقى يضـاف إليها الخطـاب السياســي المقطـوع الجــذور عن الواقــع . المليــئ بالأكاديب . ثقافة تخــلق العزوف عــن كل ما هـو جـدي وأصيـل ومرتــــبط بحاجات الإنسان الروحية الســامية . تقــع ثقـافة التسليـة- بالضرورة- في تناقض مع ثقافــة الإنتماء الوطنــــي ( 20 ). إذا كانت العولمة تحويل كل شيـئ إلى سلعـة , ففـي هذا الإطار تم تحويل المــرأة ( جسدها ) إلى سلـــعة مربحـة وجـذابة في السـوق وفي ظلها تزدهـر أســواق الدعارة والمخـدرات وتنتشــــــر روائـح الفســاد في كل الأرجـاء , ومـــن المؤســف أن يتم التعامل مع المــرأة بطريـــقة مهينــة وكديكور إعلامي وتجاري للإثارة وشحــن الشـهوات , مع إهمـال واضــح للمرأة كعقـل وإبداع وكــذات إنسانية معتبـرة . إنه يتم تهميــش دور المـرأة في المجتمـع كأم وأخــت ومربيـة وعامـــــلة ومبدعــة وكجســــــــد مشــحون بالإنسانيــة والعواطــف الجياشــــة .
ففــي عصــر العولـمـة المــــرأة : زبــون أي مستــهلك للتــي تنتجهــا الــشركات العابرات القوميات ومن بينها شركات إنتاج مــواد التجميل وزبائنها من النســـاء بالمـلاييـن , ولا بـد من تقــديم كـل الإغراءات للنسـاء كمـستهلكات فيجـري رســم صــورة للأنثــى المغريـة , الأنثــى الأبدية ذات الفتنـــة الخــالدة الــتي لا تصيبهـا الشيخوخة أبداً ويظل سحـرها الجنســي فعــالاً طالمـا أستخدمت أدوات المكياج التــي تتنافــــــس الشركات فيما بينهــا لإنتاجهـا وتسـويقها ... يصــبح جســــد المرأة إذن سلعـة مــن السلـع ويفقــد مواصفاته الإنســــانية ويدخـل في النمــط التجــاري الإستهلاكـي ما دام عنصــر جــذب لترويج البضــائع . بل أن الإحتكارات الإعـلامية الكبـرى تخصــص قنوات تلفزيونية للمتاجرة في أجســاد النســاء بالإعلان عن أسعــار بائعات الهــوى والجنــس وتليفوناتهــن وتقديم صــورهن عاريات فــــــي أوضـاع جنســية صريحــة ( 21 ). ففي ظل العولمة أنتشرت الــمفاسد الأخـلاقية وخصوصاً سياحة المـتعة وتجـارة الجنس اللطيف، الأمـر الذي يؤثر سلـــباً على المرأة أخــلاقياً و أسـريا وحياتيــاً . حيث تركز وسائل الإعلام إلى نشــر الفكــر الإباحي والإنحلال الأخلاقي لدى المرأة والفئــــــات والكتل الإجتماعية في المجتمع عبر الإنترنت والقنوات الفضائية والهواتف السيارة ، والصحف والمجلات ، والكتب وأدوار النشر وشركات الإعلام والموسيقى ... ولعل أكبر خطــر يداهــم المرأة والمجتمــع ، هــو محو الهوية الوطنية والقوميــة والإسلاميـــة ، وإستبدالها بهويات غربية مشوهة،أو هويات ممسوخة لاهي باليمنية ولا بالعربية ولا بالإسلامية ، وأنما هويات مشوهة وهلامية ترقص على أنغام الهويات الأوربية و الأمريكية من ناحية شكــلية وغير جوهرية .
إن تغيير الوجدان والأذواق والأحاسيس والعالم الداخلي للمرأة والرجل هي غاية العولمة الثقافية والأخلاقية والتذوقية ، فتغيير الوجدان والأذواق والأحاسيس والمثل هي من أعسر المهام للعولمة وإن نجحت العولمة في ذلك تكون قد أستطاعت إختراق الجدار السميك الذي كان غايتها منذ فترة زمنية مديدة . فلقـدأستطاعــــت العولمة أن تغـزو المنازل والعائلات ، وأثرت في حياة المرأة والأسرة ، وتؤثر الموسيقى والأغاني الغربية في البعض من النساء ، لخلق ذوق وأحاسيس مغايرة لما هو موجود في الواقع أو محاولة الأستماع للموسيقى العربية المقلدة للموسيقى والأغاني الغربية ، حيث تتميز هــذه الأغنيات : -
1- ركــة اللغة العربية ، و ضعف في الخيال الشعري والصورة الشعرية .
2- إغتراب الأغنية ، والفاظها عادية وخالية مــن الذوق والجمال الفني .
3- الخلط غير المبدع وبشكل مصطنع ما بين الموسيقى الغربية والعربية مما يشوه الذوق والأحاسيس .
4- إنعدام الإحساس والشعور الفني .
5- الفقر الواضح للذوق والثقافة الفنية .
وما نلاحظة في العولمة محاولة تكريس الذوق الغربي - الأمريكي - عبر وسائل شتى مثل :-
- عرض الأزياء الأوربية الغربية فقط .
- إستخدام المرأة لتسويق البضائع والمواد الإستهلاكية والكمالية .
- إستخدام الألفاظ الغربية بشكل مصطنع من قبل بعض الممثلين والمبدعين .
- عرض أفخــر المأكولات والوجبات الغربية ، وتخصيص برامج مع جوائز بهذا الشأن .
- عرض أفلام الخلاعة والجنس والعنف والمخدرات والعصابات والجرائم .
- تقديم الموسيقى والأغاني الغربية الماجنة .
- تعظيم المفكريين والعلماء الغربيين .
- تقزيم الثقافات المحلية والفرعيــة للمجتمعات غير الأوربية .
- ممارسة العنف الثقافي المستتر ، لتغيير الأذواق والأحاسيس والإدراك .
ولست بحاجة للقـول , أن العولمة نشــرت وعيـاً زائفـاً لـدى بعض النســاء عن الحياة والحـب والحقيـقــة والجمال والكمـال والمتعــة غير النزيهــة , حيث صـورت العولمة الإعلامية المـرأة كـكائن للراحــة والمتعة وتربية الذراري وإنجاب الأطفال , وخلعـت عن المـرأة العقـل والذكاء والمثابرة وروح الإبداع المادي والرمزي , وأهملت المرأة المجاهدة التي تعيــش من خيـر أناملها وتساهــم مع أخيها الرجل في صياغــة المجتــمع الأمثــل . ولقـد شوهت العولمة مفهـوم الحرية لـدى المـرأة مما جعـل نـزراً منهـن لا يفــرقن ما بين الجـرأة والوقاحـة وما بين الخـل والمـاء .. فلا تعني حـرية المـرأة الدوس على كل قيـم وعادات المجتـمع أو التطاول بطريقة فاحشــة على ما هـو نقـي وسليم ومفيـد في عاداتنا وتقاليـــدنا . ومــن سلبيــات العولمة على المـرأة هـو فتـح شهيــة المـرأة للتســوق وبالتالي إزدادت وتيــــــرة الإستهلاك عنــد النســاء وخاصـة نســاء المستويات العليـا والمتوســطــة وأربك كــثيراً النســـاء والفتيات الفقيرات ذوي الدخل المحـدود , الأمـر الذي يدفع ببعضـهن إلى مسالك غير راشـدة .
ولابد أن نشيـر أن العولمة أثرت بشـكل غير سليـم على وقت فراغ المرأة لصـالح ثقافة المشـاهدة البصـرية للأفلام والأغانـي الهابطـة واللــهـث وراء المــتعة والترويح على النفـس بأي ثمــن دون تفريق ما بين ترويح وترويح ودون حســاب للزمن وعلى حساب الأسرة وتنشئــة الأطفال.
وممـا لا شـك فيه أن للعـولمة أخطــار على المــرأة يمكـن إيجازها على النحـو التالي :-
1- شحــن المـرأة بروح الإستهلاك , حيث تفاقمت حـدة الإستهلاك والميل المريع لهـا .
2- شيـوع ثقافة الجســد والجنــس والشــذوذ الجنسـي والأخلاقـي عبر القنوات المشفرة والقنوات الفضائية الأخرى والإنترنت والهاتف النقال ووسائل الإتصـال الأخـــرى .
3- اللهــث وراء الموضــة في الملبــس والمأكــل والمشــرب والمنكــوح .
4- ضــعف الوازع الدينــي والأخلاق وإنهيار القيــم والضبــط القيـمي والإجتماعي بوجه عام .
5- إنحسـار الروابط الإنسانيـة التقليدية وشيوع الفردية والنرجسيــة والذاتية الجامحــة .
6- إنتشــار المفاســد في أواســط النســاء , مع زيادة خطـورة الممارسات الجنسيــة غير الشــرعية في ظل تراجع قيم الزواج وغــلاء المهــور والإعلام الماجن والتسويق الجنســي الفاضـح في وسائل الإتصالات وشيـوع السـياحة الجنســية في الفنادق والمطاعـم والمـلاهـي والنوادي الليليـة الترفيهيـة , مع خطـورة إنتقال الأمـراض الجنسيــة الفتاكــة مثـل الأيــدز .
7- في ظل العولمة يضعــف دور المـرأة التربوي والعاطفي للناشئـة , حيث تتبدل أدوار أفـراد العائلة ويتـم التحول التدريجي من العائلة البطريكية الممتدة إلى العائلة النووية .
8- العولمة تشــكل خطراً على الأيادي النســوية غير المؤهلة , مما يؤدي إلى التخلص منهـن لتزداد أعداد العاطلات عن العمـل , وأنه يتم إستغلالهـن بطريقةغير إنسانية من ناحية الرخص والحصول على أجــور غير مجزية وحقيرة , وهذا يتواكب مع عملية الخصخصــة ورفع الدولة يدها جـزئياً عن مساندة الخدمات الإجتماعيــة.
9- خلق ذوق جمالي وفني وأخلاقي مطابقاً أو مماثلاً للأذواق والعادات والتقاليد الغربيــة وخاصــة بشقــها الســلبي .
10- دخول المرأة عالم العصابات والإجرام والمخـدرات .
11- إنتشــار وشيوع الزواج المثــلي والشذوذ الجنســي في البلدان المتقدمـة يؤثر سلـــباً على المجتمعات العربيــة والإسلامية .
12- تلكؤ بعض النســاء عن الطباخة في المنزل والعزوف عن تحضيــر المأكولات , والميل للمأكولات المعلبــة فضـلاً عن الإفتتان بوجبات المطاعم والفنادق الفخمــة التي تقـدم الهمبرجر , البيتــزا , البروســت.
13- زيادة الإرتكان على المربيات ومؤسســات التنشئـــة الإجتماعية , وتراجع دور المرأة التربوي والعاطفــي .
14- الميل لإستخــدام الألفاظ الأجنبيـة , وتقليد حياة المجتمعات الأخرى في الذوق والموسيقى دون تفريق ما بين السلبيات والإيجابيات .
15- إتسـاع رقعة الجراحة التجميلية , والتي لا تكون أسـاســاً لأسباب خلقية, والتقليد الأعمــى لنظام الرجــيم والتخسيــس مع عدم الإتقان في إستخدام هذا النظام والذي يحتاج إلى إرادة وإمكانيات وثقافة غـذائية وجمالية وتـذوقيـة .
16- العولمة خلقـت وعياً سطحيـاً في التعامل مع الموضة في الملبوسات وتصاميم الأزياء وبتقليعات قصــات الشعــر النسائية والصبــغ المستمر للشعـر والإستعمال غير المتقن لمساحيق التجميل والعطــور ودبابيــس الشعــر .
17- إنخراط مجاميع من الفتيات في ســوق الدعارة وربما التورط في شـرب الخمـور وتعاطي المخـدرات .
18- طــوق المرأة للبحث عن المتعة , وعجــز في إستغلال وقـت الفراغ إستغلالاً مناسباً .
19- في عصـر العولمة تفاقمت حـدة التوثرات العصبيـة والنفســية لدى المرأة , وإزداد الإغتراب النفســــي والثقافي والوجــداني والروحــي - وزيادة حدة التناقض ما بين المرأة وواقعها الإجتماعــي وإرتفاع معدلات الطلاق والعنوســة لدى المرأة المتعلمــة .
** ثالثـاً:- العولمــــة ومســألة التغييـر في حيــاة المــرأة
إننــا لا نديـن العولمـة وإنما ندين بعـض مسالكها المريضة , التي تجعـل الإنسان يفتقــد للأمن الغـذائي والعاطفـي والصحـي والتعليمي والثقافي , ندين الجشــع والأنانية وإنحســار المثل وإنعـدام الأمــن والخــوف مــن المستقبـل . ولقــد أصــدر عالم الإجتماع دافيــد كوبـر كتاباً بعنوان (( مــوت الأســرة )) , يتوصـل فيه إلى أن الأسـرة بطابعها الكـلاسيكـي قـد ماتت ولعل أبلغ تعبيير لموتها في المجتمعات المتقدمة , هــو إفتقادها للعاطفة والروح الإنسانية , فأصبح الإنسان في هذه المجتمعات الحضارية يفتقد للأمن العاطفي الأسري الذي يحيط بالإنسان منـذ ولادته وحتى مماتــه .
إننــا نعيــش عصــر العولمـة بأفراحه وأتراحـه بصخــبه وهــدوئه , بحلاوته ومــره وسيكــون من الجنون رفــض العولمة جملـةً وتفصيــلاً , ولأن هـذا الرفض يذكرنا بحركــة الليديين في إنجلترا في القـرن السابع عشــر الميلادي , عنـدما قام هؤلاء بتحطيــم الآلات والمصانع والمباني الحـديثة , للتخلص من الحداثة والتطور البرجوازي , الذي جلب لهم الفاقــة والفقــر والحياة الأليمة والتشـرد والبطالــة وقتل معاني الخيــر والصفــاء في الحياة - وتحول ا لناس إلى جماعات إجتماعية شـريرة , لا تفكـر إلا بالماديات والمصالح الخاصــة الضيقـــة , وأدت إلى التفكــك الإجتماعي وتراجـع القيـــم الإنسانية في المجتمـع , فللخروج من هذا المأزق وللهــروب من فجــر البرجوازية , قاموا بتحطيــم المصانع والآلات للعــودة إلى الحياة ما قبــل الصنــاعيــة . فلكــل تقــدم عناصــر للصـلاح والطــلاح , المهـم وما في الأمـر يجـب أن نعيــش هـذا العصــر بقلــوب وعقــول منفتحــة ولا نتبــع سيــاســة وضــع الرأس فـي الرمـال , ولابد أن نشـارك ونستفيـد ونتفاعـل مع هــذا العصــر قــدر الإمكـان بأقـل الخسـائر وأكثر الفوائد حتـى لا نعيــش على قارعة الحضــارة , ونصبــح على مرمـى حجــر من شفيــر الهـاويــة .
ولا شــك أن للعولمة أضــرار على المرأة إلا أنه في الضفـة الأخـرى لا ننسـى الفوائد الجليلة التي تجلبهــا العولمة للمـرأة , وهـذا يعتمــد على كيفيــة التعامل مع العولمة , علماً أنه كلما كانت نســبة الأميـة أكـبر في المجتمع , كلما زاد نفــوذ العولمة ( الهيمنــة ) الثقافية والقيمية الأوربيــة على بلداننــا , حيث تضعــف لــدى الأميين والأميات من النســاء الثقافة المناسبــة التي تشـكل درعاً دفاعياً للمـرأة لــدرء القـيم والعادات غير الحميــدة . فالثقافة والوعــي المتزنين يشكـلان المهاجــع الدفاعيــة ضــد الثقافة السطحــية ثقافة الجــسد والإعلان الفاضح والتسطيح المزيف. **
فللعــولمة إيجابيات جمــة تصــب لفائدة المــرأة نختزلها على النحــو التالـي :-
1- العولمة تتيــح الفرصة للمرأة في إستخــدام الأنترنت و الكمبيوتر و الفاكس و الهوائيات .. وتدفعـــها إلى مزيـــد من التأهيــل العلمـــي والتكــنولوجي .
2- تعـزز العولمة لـدى المـرأة ثقافة المدافعة عن الحقــوق , وإنتشــار مفاهيم حقــوق الإنسان وحقــوق المــرأة .
3- شـيوع مفاهـــيم الديمقراطــية ومشـاركة المرأة في الفضــاء العام وتحملها المسوؤليــات المتنوعـــة .
4- تراجــع النظــرة الدونيــة للمـرأة والإعتراف بقـدرتها وإمكانياتها كـكائن إجتماعـي فاعل ومبــــدع .
5- إنتشــار مفـاهــيم التســامح مع المــرأة .
6- عصــر العولمة سـيــسمح بدخـول المرأة الســوق وتأهلهـا العلمـــي والتقنــي .
7- ستعزز أهميــة تقـديـر الوقـت بالنســـبة للمــرأة .
8- ستنمــو ثقافــة الإعتنـاء بالمأكل والمشــرب والملبــس والســكن والنظافـة والتأنق .
9- سيرتفع مستــوى الإعتناء بالمظهــر والصــحة والجمال والإناقــة .
10- ستعتــني المـرأة بلغــــة التخاطب مع الرجــل والزوج .
11- التخلص التدريجي من الجلافة في المعاملة لمزيد من المدنيــة ونعـومة المخاطبة والمعاملة.
12- الإعتنـاء بالطبخات والتفـنـن في الطهــي وتحضيـر الأطعمة والأشــربة .
13- شيــوع مفهــوم المســاواة بين الرجــل والمــرأة .
14- مشــاركة الرجـل بشــكل أكبــر في الأعمـال المنــزليــة .
15- مشــاركة الرجـل في تربيــة الأطفال ولو بشــكل جــزئي .
16 بســبب تدفق المعلومات وإنتشــار الثقافات سـيؤدي ذلك إلى مـزيد من التقارب في عادات وتقاليــد النســوة في الجمهــورية اليمنيــة وعلى الصعيــد العربي والعالمـــي .
17- العولمة المتواكبــة بالعقـلانية تـؤدي بالمرأة إلى مــزيد من التدبير المنزلي والإقتصــاد الأســري المتيــن .
18- ستزداد أعــداد القــوة العاملة للنســاء المؤهــلات .
19- العــولمة ستـؤدي إلى المنافســـة ما بين النســاء لتقـديم الخـدمات ولمزيد من الأعتزاز بالنفـــــــس .
20- سيرتفع المستوى التعليمــي للمرأة وللأســرة اليمنيــة وذلك بالأستفادة من التقنيات الحديثة .
21- ستــزداد نســبة المتعلمــات والمديرات للمؤسســات الســياسيــة والإقتصادية والثقافــية والتجاريــة .
22- سيــتم التخلص التدريجي من بعــض الأعباء المنزليــة والإتجاه صــوب ســوق العمل وخاصــة المرأة المؤهلـــــة .
23- ستزداد نســـبة العاملات في المواقع الخــدمية في المطاعــم والفنادق ومحــلات البيــع التجارية , ومعارض الملابــس والمجمعات التجارية الإستهلاكيـــة ومقاهــي الإنترنت وكابينات الإتصــالات ومروجات للبضــائع , عــلاوة على زيادة العاملات في حقلــي التربيـــة والتعليـــم والصحــــة والمشــافي والمؤسســات الماليــــة والشــركات .
24- ستقـل نظــرة الإزدراء للمــرأة ومــرد ذلك يعــود لإرتفاع الوعــي الثقافي وتلاقــح الحضــارات والثقافات والنماذج القادمــة إلينا عن دور المرأة ومكانتها في المجتمعات المتحضــرة .
25- ستصبـح حـرية التنقــل للمــرأة أكثــر تيســـراً في الداخل والخارج للعلم والإشتغال أو للتنزه.
26- ستــزداد نســبة دخــول المـرأة للمؤسسـات التي حُرمــت منها ردحــاً من الزمــن , في الجيــــش , الشــرطة النســائية , الأمــن , أجهـــزة النيابة , المحــاماة , القضــاء والمناصــب السياسيــة والعلمية والثقافيــة والتربويـة والإجتماعية مــن الطـراز الأول .
27- سيشـــهد المجتمــع تراجعـا ملحوظاً لمســألة ختان الإناث , ومـردة إلى إرتفاع الوعــي الثقافي والصــحي وحمــلات التوعـــية للمنظمــات والمؤسســات المدنيــــة والحكـــوميــة .
28- ستغــير نمــط لإختيــار الزوجــة لصالح التفاهــم مع المرأة بعيــداً عن الإرغام والقســر .
29- إهتمام المــرأة بالمظهــر والصحــة والرشــاقة وتأديـة التمارين الرياضيــة .
30- سيشــهــد المجتمــع ُرقــي في التربيــة الجماليـة والفنيـة والتذوقيــة ,رُُق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
المــــرأة فــي زمـــن العـولمــــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العـــدالــة الاجتمـــاعـــية فــي الاســـلام لســيد قطـــب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: