عـِـلم اجتماع الأزمات

أثنوغرافيا …

عـِـلم اجتماع الأزمات ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي

يعالج الكتاب …

مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …

أصل الدين - فيورباخ

عـِـلم اجتماع الأزمات …

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…

مبادئ علم الاجتماع

إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …

نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل
…

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…

عـِـلم اجتماع الأزمات

أخذت وقتا ليس بالقصير في رصد ومتابعة ظاهرة الأزمات التي عصفت بالمجتمع العراقي، وأثار انتباهي ايضا استفحال تلك الأزمات اذ اصبحت ظاهرة شائعة ومألوفة في الحياة اليومية العراقية ويمكن ملاحظة ذلك من خلال السلوك الفردي والعلاقات الاجتماعية العامة والسياق الاجتماعي وكذلك العرف الاجتماعي والتقاليد والمعايير والسنن والانماط السلوكية.

والأزمات ليست حديثة العهد اي ليست بفعل انهيار الدولة العراقية عام 2003 وانعكاسات ذلك الحدث على الواقع الاجتماعي العراقي بل هي قديمة ومعروفة ويمكن احتواؤها من قبل المختصين بل يمكن اعتبارها ظاهرة طبيعية تصيب المجتمع وتترك آثارها عليه كالظواهر الطبيعية الاخرى كالأمطار والرياح والعواصف وغيرها.وكما قلت في بداية الكلام ان الأمر الذي أثار انتباهي هو استفحال الأزمات وترك بصماتها على الواقع او النسق الاجتماعي ـ الإقتصادي ـ السياسي العام ومن خلال متابعتي وجدت ان تلك الظاهرة اي (الأزمات) اما ان تكون( مقصودة او غير مقصودة) وكذلك وجدتها (متكررة ومتجددة) وايضا هناك (الأزمات العمودية) او المتصاعدة او المتراكمة و (الأزمات الأفقية) او الانشطارية او الانفلاقية. وسمة اخرى تمتاز بها الأزمات هي (التعددية) او (التنوع). ولن يكون الأمر سهلا في معرفة الآثار الاجتماعية التي تتركها الأزمات على الواقع الاجتماعي واذ هو ليس وجهة نظر معينة كذلك هي ليست ظاهرة عابرة تأتي ثم تذهب ولا تترك أثرا كذلك هي ليست بحثا علميا خاصا. بل الأمر يستدعي من المختصين في العلوم الاجتماعية، بلورة مفهوم عام نحو تأسيس علم جديد يسمى (علم اجتماع الأزمات).

لماذا علم الاجتماع بالذات؟

علم الاجتماع يعد من العلوم الانسانية الحديثة وان كانت له بدايات وجذور قديمة كما في كتابات ابن خلدون والفارابي وغيرهم من الرحالة العرب. ان أغلب نظريات ومفاهيم هذا العلم قد تبلورت في العصر الحديث ويمكن اعتبار العوامل الآتية هي بمثابة تأشيرة الدخول الى صياغة هذا العلم. وهذه العوامل هي:
1ـ عصر النهضة العلمية.

2ـ الاستعمار.

3ـ الحرب العالمية الأولى والثانية.

4ـ الثورة الصناعية .

هذه العوامل وغيرها قد ولدت انفجاراً هائلاً في الفكر الانساني وبروز نظريات عملاقة ما تزال طروحاتها تلعب دورا اساسيا في الحراك الاجتماعي للجمعيات الانسانية ومن ابرز المنظرين هم كارل ماركس، ماكس فيبر، أوكست كونت، ايل دوركهايم، غرستان لويون، تالكوت بارسنز، جارلس هوتن كولي، وليم غراهام سملر وغيرهم من الذين افاضوا وأضافوا كماً هائلا لخزين المعرفة الانسانية. خاصة في علم الاجتماع. وفي الحقيقة ان علم الاجتماع يمتاز بمرونة عالية، بتعقب الظاهرة الاجتماعية ودراستها وهو يشترك بعدة علوم اخرى حسب طبيعة تفاعل تلك العلوم مع علم الاجتماع فهناك علم الاجتماع السياسي وعلم الاجتماع الاقتصادي وعلم الاجتماع الصناعي وعلم الاجتماع الرياضي وعلم اجتماع الدين وعلم اجتماع الفراغ وعلم اجتماع المعرفة وعلم اجتماع القانون وهكذا الى ان يصل الى اكثر من ستين علما ولعل قراءة بسيطة في هذا العدد نجد ان علم الاجتماع يمتاز بـ (الفضولية) فهو يطارد الظاهرة الاجتماعية أينما تكون وفي اي زمان تكون.

بعض الانتقادات

والاعتراضات التي قد تبرز!

قد يعترض بعض المختصين ويقول: ان الأزمات هي حالة طبيعية ومفهوم عام تمر به المجتمعات ويدرس من خلال حقل يسمى (السلوك الجمعي) حالها حال مفاهيم اخرى مثل العنف، الشغب، الرعب، المودة وغيرها من المفاهيم. وقد يعترض آخرون ايضا ويقولون ان ظاهرة الأزمات تدرس من خلال حقل يسمى (المشكلات الاجتماعية) فلا داعي اذن للدعوة الى بلورة وتأسيس مثل هذا العلم. وللمعترضين والناقدين اقول:
هل ترون ان ظاهرة الأزمات في المجتمع العراقي على الأقل هي حالة عابرة وطبيعية أو هل ترونها افرازات مرحلية يمر بها المجتمع نتيجة لترسبات الماضي. أو كيف ننعتها بالمشكلة الاجتماعية وهي ليست كذلك وكيف نقول انها حالة غير مبرمجة فيكون حقل (السلوك الجمعي) أولى بدراستها ونحن نعلم ان حقل (السلوك الجمعي) يدرس السلوك غير المبرمج للانسان ولكن متى، وذلك خلال حالات الانفعال كجمهور الرياضة وجمهور الاحزاب السياسية وحالات الرعب الجمعي، اي ان الظاهرة تدرس خلال فترة الحدث والبروز الى السطح وكأنها كفقاعات المطر سرعان ما تختفي!.

ان تعريفا بسيطا للأزمة يعني انها مجموعة من الأعياء والمنغصات والعراقيل والحوادث التي تدخل بصورة فجائية الى الهيئة الاجتماعية فتلغى روتينية الحياة ةتكسر الرتابة والنمطية السلوكية العامة الأمر الذي يؤدي الى خلق تصدع في البنية الاجتماعية.
وعلى مدى ثلاث سنوات مضت لم تفارق الأزمات المجتمع العراقي والمجتمع ايضا تفاعل معها بدليل ان اي انتظام في الطاقة الكهربائية او اي هبوط في مستوى الإرهاب يستدعي استغرابا اجتماعيا عاما!.
لقد اصبحت الأزمات جزءا لا يتجزأ في تركيبة وطبيعة المجتمع العراقي واصبحت امرا واقعا من التعايش اليومي.
بعض من إفرازات
ومفاهيم علم اجتماع الأزمات
يمتاز المجتمع العراقي بخصوصية ينفرد بها من بين أقرب المجتمعات اليه سواء كانت عربية أو اقليمية فهو يكاد يكون منتجاً للأزمات المعقدة والمركبة وهذا يرجع الى عوامل عديدة اجتماعية وسياسية واقتصادية وتاريخية. فمن خلال قراءة تاريخية عميقة في تاريخ طبيعة المجتمع العراقي نجد انها طبيعة متشنجة الأمر الذي يدعو الى ان تكون ذات تلقائية وعفوية في التصرف وكذلك تمتاز طبيعة الشخصية العراقية بأنها شخصية متقوقعة وهذا يدعو الى تولد أزمة ثقة بين المواطن وبين الدولة فالمواطن او الفرد العراقي على طول الخط لا يثق بمؤسسة الحكومة وبالتالي فهو يدمج بين مفهوم الدولة كمؤسسات وبين جهاز الدولة كجهاز اداري تنفيذي، وهناك سمة اخرى وهي (الإزدواجية) كما جاء على لسان الدكتور علي الوردي لكن هنا ليس الازدواج بمعنى الصراع بين البداوة والحضارة بل هناك صراع بين الواقع والطموح فالطموح الذي يتولد لدى الفرد العراقي شأنه شأن جميع افراد المجتمع الانساني يصطدم بالواقع الذي تمثله السلطة فنجد الانسان العراقي يتغنى بحضارته ومجده التليد وانجازاته للانسانية من جهة ومن جهة اخرى نجده يتملق ويساير سطوة السلطة وبطشها الذي لا يرحم، فيتهم احيانا بالخيانة او من وعاظ السلاطين او ما شاكل.
اذن هناك (أزمة حضارية) وهي ناتجة عن تداعيات منظومة القيم وتركيبتها وهي تنتج بالتالي (أزمة هوية) او (أزمة او عقدة الانتماء).
وهناك حقيقة ايضا ينبغي ان لا يغفل عنها المختصون والمؤرخون وهي ان كل الذين استعمروا واحتلوا العراق خرجوا منه عسكريا لكنهم تركوا بصماتهم في واقع المجتمع العراقي اي بمعنى ان الاحتلال العسكري انتهى لكن بقي (احتلال العقول) او (الاحتلال الثقافي ) الذي نشكو منه حتى الآن بسبب (الامتدادات) و (الحواضن) التي ما زالت تلعب دورا فعالا وفق اجندتها التي تعمل وفق مبدأ (درء الخطر) عنها وعن شعوبها وكأن العراق (مبزل) او (سلة مهملات) لتلك الاجندة حين تريد ان ترمي نفاياتها.
لقد كان العراق، ما يزال (مكانا مثاليا) لفض نزاعات المتخاصمين بعضهم مع البعض الآخر وايضا كان وما يزال (ملاذا ملهما) لمن يريد ان ينشر فكره وعقيدته بسبب طبيعة المجتمع العراقي (الهلامية) او (العفوية التلقائية) التي تتفاعل مع اي شيء من دون تمحيص اي على (الفطرة) وهذه من اكبر اخطار الشخصية العراقية وهي تكاد تكون (أزمة مزمنة) فالعراقي يهب بالدفاع عن الغير مع ان الغير او الآخر يكرهه ولا يتقبله ولا يطيقه!.
ان تأملا عميقا مع رؤية موضوعية وتفحص هادئ من دون اي نوع من التعصب نجد ان (شرنقة الأزمات) قد وصلت الى مرحلة تجاوزت فيها المعقول والحدود الانسانية! فالحواضن والامتدادات الفكرية او (الانفاق السرية) قد سرقت واستحوذت على مفتاح الزر النووي! الا وهو (العقل الجمعي) واصبحت هي التي تبلور وتدير العقل الجمعي وبارادتها ومتى شاءت وانى شاءت.
هناك وصف مثير للجدل بشأن طبيعة المجتمع العراقي وهو انه (مزدوج الشخصية) وهذه حقيقة واقعة وهي بالمناسبة ليست معيبة!! بل (افراز طبيعي) فهي جاءت نتيجة (الآليات المتناقضة) (للشرنقة الأزماتية المزمنة) فنجد (السلوك الجمعي) للعراقي وفي اغلب الأحيان يتسم بـ (التناقض) و (التضاد) و (القوقعة) و (العنف) وهناك عدة امثلة على هذه الشواذ فحين يتعرض المجتمع الى أزمة حادة لا تبرز الى السطح الآراء والحلول الواقعية والعقلانية بل تسمع اقوالا من قبيل (هذه من علامات الظهور) او هذه (من علائم قيام الساعة). ومثال آخر اشد قسوة فحين يرى العراقي عملا شاذا يرتكبه احد الافراد او احدى الجماعات فهو لا يميل الى التحليل العقلي او المنطقي في تحليل تلك الظاهرة الشاذة او السلوك المنحرف بل نجده يشفي غليله حين يقول (عراقيون لا نسير إلا بالقوة) او (عراقيون لا يمكن ان نصبح آدميين)! او من قبيل (هذا من دعاء الامام علينا)! والامام بريء كل البراءة من هذه الأقوال.
في الحقيقة لم أر ولم أسمع ان مجتمعا يذم نفسه بنفسه جهارا نهارا (كالمجتمع العراقي المسكين) والمغلوب على أمره. فالفرد المصري حين نراه يسحق تماما من العوز والفقر والجوع وحين يبلغ السيل الزبى ينادي (آه يا بلد) وحين تسحقه اكثر يقول (مصر أم الدنيا)!. أما العراقي فحين تمر عليه الأزمات فلا يكون لأي اعتبار اومعيار محميا من لسانه الطليق او بمنأى عنه مع العلم انه مستعد ان يدافع عن تلك الاعتبارات والمعايير والعناوين بكل ما يستطيع حتى لو كلف الأمر دمه!!؟.
خلاصة وخاتمة
في الحقيقة حين شرعت في كتابة هذا الموضوع كانت النية ان اكتب واسهب في موضوع الأزمات التي يتعرض لها الشعب العراقي كأزمة المحروقات وأزمة الإرهاب وأزمة الحكم وأزمة الثقة بين الأطراف والأزمة الطائفية وأزمة التهجير القسري وأزمات الاغتيالات على الهوية، اقول حين بدأت الكتابة وجدت نفسي في بحر متلاطم الأمواج واكتشفت ان تلك الأزمات ما هي إلاّ امتداد لتداعيات تلك الأزمات التي ورثناها وهي قد اصبحت (شبكة عنكبوتية أزماتية).
اننا اليوم نعيش مرحلة (تجليات) وإزالة الغبار عن واقعنا المؤلم والمأساوي والكارثي. انني أشكر تلك اللحظات التاريخية التي جرت فيها (العملية السياسية) من انتخابات وما تمخض عنها من نتائج وكتابة دستور الخ من الافرازات والاستحقاقات التي تعتبر بحق مرحلة (كشف المستور). لقد اردنا ان نكتب (دستورا) للبلاد فوجدنا أنفسنا من دون جواز سفر للوصول الى دستور عادل يرضي جميع الأطراف والسبب هو اخطر ما يكون وهو اننا كنا نعيش من دون (عقد اجتماعي) يجمعنا ويفسر لنا ويعطينا المعرفة والدليل ويجيب عن مشاعرنا وهاجسنا ووشائجنا.
من نحن ولم نحن وكيف نحن والى من نحن ما هو مستقبلنا اذا كان حاضرنا وماضينا تاريخاً أزماتياً بحت؟ اننا اليوم امام تحديات هائلة صعبة ومعقدة ويجب ان نكون صريحين غير مجاملين فيما بيننا اننا امام (أزمة هوية) وهذه بدورها تنتج (عقدة انتماء). اننا بحاجة الى ذوي اختصاص لرسم آلية جديدة من اجل خلق مجتمع منسجم فيما بينه لا ينظر إلا الى مصلحته العامة التي هي فوق كل اعتبار. ان العملية تبدو صعبة ومعقدة لكنها بنفس الوقت ليست مستحيلة لان الفرد العراقي يمتلك من المؤهلات والمعوقات يمكن ان توظف لمثل هذا العمل الطيّب.

شكرا

مشكوووووووووووووووووور

» محمد حسنين هيكل..عام من الأزمات
» تشارُك المعلومات عبر الشبكات الاجتماعية وقت الأزمات وانعكاساته على إدراك الشباب المصرى للأزمة /
» علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز بين نظريتي الفعل والنسق الاجتماعي [ محمد عبد المعبود مرسي]
» المفاهيم_الأساسية في علم الاجتماع- د / خليل أحمد خليل
» نحو علم اجتماع نقدي