المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
اهلا بكم في المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية

علم الاجتماع- العلوم الاجتماعية- دراسات علم الاجتماع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
Like/Tweet/+1
المواضيع الأخيرة
» أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالخميس أبريل 29, 2021 10:43 pm من طرف زائر

» قارة آمال - الجريمة المعلوماتية
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين أبريل 26, 2021 5:37 pm من طرف ikramg

» معجم مصطلحات العلوم الإجتماعية انجليزي فرنسي عربي - الناشر: مكتبة لبنان - ناشرون -سنة النشر: 1982
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالخميس أبريل 22, 2021 2:24 pm من طرف Djamal tabakh

» سيكلوجية_المسنين
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:46 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» ممارسة خدمة الفرد مع حالات العنف الاسرى دعبد الناصر
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين أبريل 19, 2021 4:45 pm من طرف Mostafa4Ramadan

» جرائم نظم المعلومات
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت أبريل 17, 2021 3:39 pm من طرف Djamal tabakh

» دور التعلم الإلكترونى فى بناء مجتمع المعرفة العربى "دراسة استشرافية"
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت أبريل 17, 2021 2:54 pm من طرف Djamal tabakh

» أصــــــــــــــــــــــــول التربية
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت أبريل 17, 2021 5:02 am من طرف Djamal tabakh

» نحو علم اجتماع نقدي
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين أبريل 05, 2021 11:22 am من طرف ظاهر الجبوري

» د.جبرين الجبرين: الإرشاد الاجتماعي في المجتمع السعودي
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالأربعاء مارس 31, 2021 4:25 am من طرف nahed

سحابة الكلمات الدلالية
الاجتماعية العنف والاجتماعية الاجتماع موريس الاجتماعي التنمية محمد المجتمعات كتاب المرحله الجريمة اساسيات تنمية التخلف في الجوهري التغير المجتمع التلاميذ الخدمة الجماعات العمل البحث الشباب الالكترونية
أحمد محمد صالح : أثنوغرافيا الأنترنيت وتداعياتها الإجتماعية والثقافية والسياسية
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالجمعة مارس 12, 2010 11:26 am من طرف nizaro

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم ___online

أثنوغرافيا …


تعاليق: 93
جرائم نظم المعلومات
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين مارس 08, 2010 10:02 am من طرف فريق الادارة
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم ___online.pdf?rnd=0

ضع ردا …


تعاليق: 5
أصــــــــــــــــــــــــول التربية
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالأحد يناير 03, 2010 9:37 pm من طرف فريق الادارة

تهتم مادة (اصول التربية) بدراسة الاسس التاريخية …


تعاليق: 146
نحو علم اجتماع نقدي
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت يوليو 24, 2010 2:02 am من طرف فريق الادارة

العياشي عنصر
نحو علم اجتماع نقدي






يعالج الكتاب …


تعاليق: 13
لأول مرة : جميع مؤلفات الدكتور محمد الجوهري - مقسمة علي ثلاث روابط مباشرة وسريعة
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت أبريل 23, 2011 10:27 pm من طرف باحث اجتماعي
مدخل لعلم الأنسان المفاهيم الاساسية في …


تعاليق: 283
أصل الدين - فيورباخ
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالإثنين مارس 01, 2010 10:38 pm من طرف فريق الادارة



أصل الدين - فيورباخ

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم …


تعاليق: 223
العنف في الحياه اليوميه في المجتمع المصري-احمد زايد
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالخميس يناير 14, 2010 10:27 am من طرف فريق الادارة
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم ______-_

[hide][url=http://www.4shared.com/file/196965593/6e90e600/______-_.html]…


تعاليق: 43
مبادئ علم الاجتماع - للمؤلف طلعت ابراهيم لطفي
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2009 7:25 am من طرف فريق الادارة


مبادئ علم الاجتماع


إذا أعجبك الكتاب اضغط لايك في …


تعاليق: 264
نظرة في علم الاجتماع المعاصر - د. سلوى خطيب
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت فبراير 06, 2010 11:31 am من طرف فريق الادارة
نظرة في علم الاجتماع المعاصر
د. سلوى خطيب

رابط التحميل


تعاليق: 39
التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالأربعاء مايو 26, 2010 4:14 am من طرف فريق الادارة

التدين الشعبي لفقراء الحضر في مصر

[img]…


تعاليق: 22

 

 ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالثلاثاء مايو 04, 2010 4:42 am

بقلم: الحاج بن أحمنه دواق
يتم النظر إلى التاريخ على أنه تعاقبات زمانية تتوالى أيامه وساعاته، باندفاع نحو نهايات معينة، كانت سبب ظهوره أصلا، فيتكون لدى الناظر وعي مفاده؛ أن البشرية جمعاء، ستمر جميعا على حقب التاريخ عينها، وعلة ذلك، أن الهيمنة السياسية والاقتصادية لبعض القوى أوحى أن مصير العالم واحد، بعد أن يكون قد على مراحل التطور والتقدم ذاتها.

وما قيل ينطبق تماما على أطروحات الفئات العلمانية والمتغربة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، بحكم أنها تسلم بأن المجتمع المسلم، ليس له إلا أن يمر على نفس فترات التطور التاريخي، التي مر عليها المجتمع الغربي وإنسانه، وتصور الفكرة تلك على أنها مصير إنساني محتوم لا فكاك منه.

<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=200 align=left border=0>

<TR>
<td align=middle width="100%">
إذا مر مجتمع الغرب على مراحل وسيطة وحديثة وما بعد الحديثة، فالأمر عينه ينطبق على سائر المجتمعات، وهذا يدفعنا إلى البحث -تباعا-عن مصاديق واختبارات نظرية وتاريخية، تفند هذا الزعم وتنكره، لأن التاريخ لا يمكنه أن يتكرر، ومقولة أن التاريخ يعيد نفسه، تنطبق على سننه وأحواله العامة، أما أن تصدق على حيثيات الحياة وجزئياتها الخاصة </TD></TR>
<TR>
<td width="100%">
</TD></TR></TABLE>
فإذا مر مجتمع الغرب على مراحل وسيطة وحديثة وما بعد الحديثة، فالأمر عينه ينطبق على سائر المجتمعات، وهذا يدفعنا إلى البحث -تباعا-عن مصاديق واختبارات نظرية وتاريخية، تفند هذا الزعم وتنكره، لأن التاريخ لا يمكنه أن يتكرر، ومقولة أن التاريخ يعيد نفسه، تنطبق على سننه وأحواله العامة، أما أن تصدق على حيثيات الحياة وجزئياتها الخاصة، فأمر مردود لاعتبارات كثيرة، أظهرها أن التاريخ وليد فكر ما، والفكر تجاوب مع معضلات الحياة ومشكلاتها، تبعا لنسق ثقافي متميز ومتفرد، ومن هنا نقر أن التجارب لا تكرر، وإلا تكرر الخطأ، والمؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين.
ومما قيل نفضي، إلى أن تاريخ الحضارة الغربية هو تاريخيا، ترجمان وعيها، وحامل همها وهمتها، ولا يمكن بأية حال، أن يكرر في هذا المجتمع أو ذاك، وبالتالي: فالحداثة وما بعدها، شأن خاص، وأحوال جوهرية أو عارضة، تنسب إلى عوامل ملازمة للوعي الغربي، وإن بحثت خارج سياقها، وقع الباحث في مفارقة لا يرفعها، إلا أن يسلم بكونية تجربة الغرب التاريخية، وإن اضطر إلى مراجعة ما انتهى إليه، فيقر أن الحداثة ومعانيها وميادينها، وما بعدياتها، بكامل تشعباتها، هي مجرد تطور خاص، يمثل حياة حضارة الغرب وكيانها.
وما تحمله تلك المراحل، محض مشكلات ذاتية –بالمعنى الحضاري العام-وكذا حلولها، وليس شرطا حضاريا ولا تاريخيا، أن يرى أي مجتمع نفسه في مرآة الآخر، حتى نموها وقتها بل وعقباتها، وهنا بالذات يمكننا أن نضع فكرة الموضوع الأساسية-ما بعد الحداثة- في سياقها النظري والإشكالي، فنقول أنها مرحلة –كما سيرد بيانه-حبلى بمشكلات ما سبقها من مراحل، وتعبر عن خصوصية التطور وما يقود إليه من مخارج أو من توريطات! فالأمر في إطار ما بعد الحداثة سيان ! ! !
فما هي ما بعد الحداثة؟ وما هي أهم ميادين اشتغالها وبحثها؟ وما النهايات التي يمكن أن تؤول إليها الحضارة الغربية، لو سلمت قيادها للكامن النظري لما بعد الحداثة؟ وأين المجتمع المسلم –ولو على المستوى النظري-من مشكلات ما بعد الحداثة؟ وهل يملك حلولا على المستوى الإنساني؟
في ماهية ما بعد الحداثة:
وإن كانت ما بعد الحداثة، ترفض نظريا القوالب الجاهزة، وتميل إلى السيلان والهلامية العامة، فذلك لا يمنعنا من وضع يد نظرية، على أحوالها العامة والمتكررة، والتي تقودنا في نهاية التحليل إلى الإقرار؛ بأنها حالة معرفية وقيمية ورؤيوية، تتصور الوجود والإنسان من خلال رؤية، ترفض المركزيات والمرجعيات والنهايات والغايات، وتؤول بكل شيء إلى الانعتاق التام من كل شيء، لحساب لا شيء، وما بعد الحداثة تالية من الناحية الحضارية والتاريخية لمرحلة الحداثة الغربية.
وما بعد الحداثة (post-modernisme) تسمى في بعض الأدبيات بما بعد البنيوية، بحكم أنها وريثتها الفكرية والفلسفية، وتنعت أيضا بالتفكيكية، وإن كان هناك في الحقيقة فارقا بينهما، في الشمول والتوظيف؛ فما بعد الحداثة هي الرؤية الفلسفية الشاملة، في حين أن التفكيكية هي الأسلوب الإجرائي المستعمل في بعض جوانب الفلسفة الما بعد حداثية. أو قل إن التفكيكية هدف من أهداف ما بعد الحداثة، التي تصر على تفكيك كل المرجعيات والغايات والميتافزيقيات. وفيما يلي سنطرح أهم آراء ما بعد الحداثة، فيما يتصل بالوجود والمعرفة والقيم والعمران والإنسان...
ميادين ما بعد الحداثة:
تتبع مجالات اشتغال ما بعد الحداثة يطرح صعوبات جمة؛ بسبب أنها ظاهرة تاريخية متشكلة عبر فلسفات مختلفة، بدأت مع القرن التاسع عشر الميلادي، بدء بنتشه الفيلسوف الألماني معلن فلسفة موت الإله، ومنه إلى الوجودية بتياراتها المختلفة، والتي أسست معا للتمرد على القيم والمعايير الثابتة، إلى الماركسية ونزعتها النقدية، وصولا إلى البنيوية ونزعتها الفصلية بين البنى والتراكيب، لتفضي في آخر المطاف إلى التفكيكية، التي أعملت معول التهديم والتفتيت لكل شيء، حتى للعقل نفسه...فيستحيل الكل على إلى شتات مبعثر لا ناظم له ولا رابط...وهذا ما يثير صعوبة لملمة عناصر ما بعد الحداثة. لكن مع ذلك يمكن أن نجمع نظرتها لأهم قضايا الفكر والحياة، بالطرح الموضوعي لأهم المسائل التي انتابت الفكر البشري منذ تشكله الأول إلى يوم الناس هذا...الوجود المحيط بهم، وكيف تمثلوه في صورة معارف وأفكار منحت الوجود تسويغا نظريا ومعقولية معنى؟، إلى تجسيد النظريات والفهوم في شكل معايير أُسُسِية في النظر إلى العالم وتقييمه، بدء من السلوك الجزئي وصولا إلى النظم الحيايتة العامة...
أ‌- الرؤية الوجودية الحياتية:
الوجود في الرؤية (الدينية) الإيمانية، أو حتى الفلسفية؛ إما كثير متعدد، أو ثنائي تقابلي، وإلا واحد موحد، من لدن الفلسفات الشرقية القديمة، والكتب السماوية المنزلة، انتهاء بالفلسفات الحديثة والمعاصرة على مستوى العالم.
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=150 align=left border=0>

<TR>
<td>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR>
<TR>
<td>
جاك دريدا
</TD></TR></TABLE>
لكن ما بعد الحداثة رؤيتها للعالم والوجود تختلف تماما، فهي بداية تنكر أن يكون الوجود وحدة متماسكة تستند إلى ركائز متينة تقيمه وتحفظه، سواء كانت غيبية أو عقلية تصورية، وبالتالي فالفوضى مصير الوجود أجمع، وكل شيء فيه كون خاص به، لا صلة له لا بما قبله ولا بما بعده، مما دفع دعاة ما بعد الحداثة إلى الهجوم النظري الكاسح غير المبقي على كامل الرؤى الميتافزيقية أيا ما كانت مشكاتها النظرية التي تصدر منها...فالوجود حقيقته من داخله، وفيه ما يكفيه لتفسره وتحليله، أما ادعاء المصدر المتجاوز محض وهم تخيله الإنسان ليس إلا...فالوجود مادي بحت ليس فيه قداسة ولا تكريم، ترتفع عنه أية أسرار أو جواهر باطنية تمنح له الاستمرار، بل تقدمه وبقاؤه يصنعان من مادته الخاصة...فمعيار العالم يسقط، ومرجعيته تتلاشى، وهنا تكون حركته بلا غاية يسير ويسير ويسير، مبتغاه لا غاية، يدور في حلقة مفرغة، ليس لها مبدأ ولا مقصد...لا يوجد رابط بين مكوناته، سوى الصدفة الخالية من أية إحالات إنسانية أو إيمانية ولو كانت شركية حتى...فالعالم عندهم (فرانسوا ليوتار، جاك دريدا-خاصة-،جيل دولوز...) شبيه بلوحة زيتية، تغلب عليها العتمة، وتداخل مشاهدها، لدرجة لا تستبين وجوه وملامح ما رسم عليها، ذائبة سيالة متمازجة، لا يظهر منها ولا ملمح...لكن أين الإنسان؟..
كائن طبيعي بحت، لا خصوصية له، منتمي إلى عالم الحيوانات بكل خصوصياتها، غير متفرد، عالم مستقل بذاته، منكفئ منغلق، مهتم بشؤونه، لا يعنى بغيره، قيمه منفعته، القوة مثاله، لا رب له فيخافه أو يعبده، أو حتى يردعه، مستهلك، غريزي، له سلوكيات تقف وراءها محركات وبواعث جنسية...لا ثبات فيه هو الآخر، متكيف مع الوضع الذي هو فيه، غير خاضع، متمرد، منزوي....
ب- المعرفة:


<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=200 align=left border=0>

<TR>
<td align=middle width="100%">
تقر ما بعد الحداثة بانعدام المعرفة الكلية القادرة على استنفاد الوجود ومعرفته، وإنما هناك مشاهد صغرى، وقصص مقتضبة، تفرض بقوة القوة على أنها المطابقة للواقع الملازمة له، وتبرز تاليا براغماتية المعارف، فالمعرفة الصحيحة ما يثبت نجاعته عند استعماله </TD></TR>
<TR>
<td width="100%">
</TD></TR></TABLE>
الميدان الثاني الذي يمكن أن نرصد فيه اشتغال ما بعد الحداثة. فما دام الوجود ليس له من مرجعية تبرره أو تفسره، فالمعرفة والإدراك بالمعنى الشامل، مستحيلان، فالعالم مفتت مبعثر متلاش سيال في دوامة ليس لها طرف بداية ولا نهاية...كل شيء نسبي، جزئي، مبعثر، لا يمكن فهمه ولا تصوره ولا تشكيل فكرة حوله...ولو عدنا القهقرى إلى طرح التساؤل التقليدي؛ هل يمكن للإنسان أن يعرف، لأجابت ما بعد الحداثة بيقين، إن المعرفة مستحيلة، لاستحالة الشيء المعروف، لتغيره أبدا، ولانعدام أداة معرفته وتصوره، وما يمكن معرفته ما يتم استعماله وتوظيفه في توفير حاجات الاستهلاك الأكثر فأكثر..ولا توجد حقائق مبثوثة في الكون يمكن الاطلاع عليها، إنما ثمة رؤى يتم فرضها على الواقع على أنها الحق، والأمر كله بحث عن سراب، إذ لا حقيقة أصلا على حد تعبير أحد كهنة ما بعد الحداثة، وأعني به دريدا..وهنا تقر ما بعد الحداثة بانعدام المعرفة الكلية القادرة على استنفاد الوجود ومعرفته، وإنما هناك مشاهد صغرى، وقصص مقتضبة، تفرض بقوة القوة على أنها المطابقة للواقع الملازمة له، وتبرز تاليا براغماتية المعارف، فالمعرفة الصحيحة ما يثبت نجاعته عند استعماله، وإن كان قنابل نووية أو ذرية، أو أسلحة تدمير شامل، هي صحيحة ما دامت فعالة وافية بالغرض، وخذ نجاحات الزراعات المهجنة، وأعمال الوراثة الاستنساخية، والتلاعب بالجنس البشري والحيواني على السواء، كل هذا مقبول، شرط أن يؤكد فائدته، والمعرفة هي ما يفيد في الاستعمال الاستهلاكي الانخراطي المباشر، وليس ما يتجاوز ذلك، لذا تتناول الفلسفات والآراء القديمة والحديثة بالسخرية على السواء، لكونها أحلام طفولية لا غير...
وإذا انتقلنا إلى اللغة وجه المعرفة المسموع والمنقول، نجد ما بعد الحداثة، تنكر مقدرتها-أي اللغة- على نقل الحقيقة والاتفاق حولها، وإنما هي محض منتجة للأفكار مولدة لها، وهي تحجب الواقع لا تنقله بأمانة، وتمارس نوعا من الهيمنة عليه والمصادرة له. واللغة بطرفيها؛ الدال والمدلول، في تراقص دائم، وهي لعبة يمارسها الإنسان مثلما يمارس بقية الأنشطة الأخرى، كالجري، والسمر، ولعب الورق، فالحياة كلها لعبة لا تستحق ما يبذل من أجلها. سئل جيل دولوز عما تمثله الفلسفة عنده، فقال: هي كمن يتغوط-أكرمكم الله تعالى- في زاوية من زوايا الحياة ثم يمضي!! والنص أيا ما كان، يمارس فعاليته وهيمنته وإنتاجه من داخله لا من خارجه، وإلا عادت الميتافيزيقا المطرودة من الباب، من النافذة، وضاع الجهد سدى! ! والمقصود هنا أن مشروعية النصوص تتكون من الداخل، وليس من هيمنة وقداسة تمارسان من خارج، سواء كان إله كما هو حال الديانات، أو نظاما معرفيا أسيا، كما الشأن عند الفلاسفة، كأفلاطون، وهيجل، وسبينوزا، وديكارت...
<TABLE cellSpacing=0 cellPadding=0 width=150 align=left border=0>

<TR>
<td>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR>
<TR>
<td>
جيل دولوز
</TD></TR></TABLE>
ويمكن للنص اللغوي أن ينعتق من حضور الماورائيات، عندما يمارس أفعالا، أو يتحدث عنها، تنافي كل دارج بين البشر، فهذا الفيلسوف (ربما الجاهل) ميشال فوكو، يقول أن قمة تحرره من هيمنة الميتافيزيقا والديانات عندما يمارس شذوذه الجنسي على الطريقة السادية المازوكية، وهو في تردد مستمر على عاصمة الشذوذ في العالم سان فرانسيسكو، حيث لا يبقى عنده سوى جهازه العصبي وخلاياه، ويستحيل العالم من حوله إلى صيرورة عمياء لا معنى عندها! !
ج- المنظومات القيمية:
مادام العالم كله في تحول دائم، والصيرورة مهيمنة عليه، والمعرفة مستحيلة إلا في حدود ما ننتجه ونتحكم فيه ونوظفه لمصالحنا، فإن القيم الثابتة المتجاوزة لا موضع لها فيما بعد الحداثة، فثنائية سلم القيم يتلاشى ويضمحل تماما، ويُسلم أمره، إلى عدمية قيمية، ليس فيها ثبات ولا معيارية، فيمتنع معرفة الخير والشر، فكل فعل خير، وكل الآخرين شر، وإن كان الأباء والأمهات، معاني لم يعد لها مقام في هاتيك الرؤى، والأخلاق الأساسية المسيطرة، أخلاق براغماتية نفعية تنظر إلى قيمة الأشياء والأفكار والأشخاص بمردودها وأثرها المادي. وما بعد الحداثة تتراوح رؤيتها لأساس القيم (وإن كان أمرا مرفوضا-الأساس-في عرفهم) بين منطق القوة في حال الظهور والتعالي، وبين البراغماتية في حال الضعف والمهادنة...والعالم كله-قيميا- غابة في أعم الأحوال وأغلبها، وسوق في أحسن الأحوال وألطفها..وفكر ما بعد الحداثة كله فكر ما البعديات أو النهايات، ما بعد الأخلاق، ما بعد الدين، موت الله، موت الإنسان، نهاية الميتافيزيقا، نهاية العلم، نهاية الفلسفة...كل قيمة إلى نهاية، وبالتالي لا قيم...والجمال، كل شيء جميل إذا حقق المتعة، واللذة، واللذة الجنسية خاصة، وهنا تتزوج المرأة المرأة مقبول، والرجل الرجل، عادي، والكنائس ما بعد الحداثية تقبل ذلك وتباركه! ! والفن؛ خربشات دجاجة تباع على أنها من أعظم منجزات الفن الراقي، وفنان يبيع برازه، ويكتب على العلب التي يسوق فيها قذارته، براز فنان مائة في المائة، وقط يرث الملايين، وكلب تعرض الموضة من خلاله، وتصبح المومسات وعارضات الأزياء، نجمات يستضفن في أشهر القنوات، ...وإن قمنا باستعراض ما بعد الحداثة في جميع ميادينها ما يكفينا لذلك مجلدات وكتب، لذا سنضع في خاتمة المقال، مراجع تهم القارئ، يمكنه الرجوع إليها إن أراد..
مراجع يمكن الاستفادة منها:
- الحداثة وما بعد الحداثة، مدارسة بين عبد الوهاب المسيري، فتحي التريكي.
- نقد العقل الغربي، الحداثة وما بعد الحداثة، مطاع صفدي.
- العَلمانية تحت المجهر، العلمانية الشاملة والجزئية، الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان، عبد الوهاب المسيري.
- الحداثة وما بعد الحداثة، فتحي التريكي ورشيدة التريكي.
- سؤال الأخلاق، اللسان والميزان، العمل الديني وتجديد العقل، طه عبد الرحمن.
- وجهة العالم الإسلامي، ميلاد مجتمع، المسلم في عالم الاقتصاد، مالك بن نبي.
- العدد 18و19 من مجلة رؤى، الفكر الإسلامي ومأزق الحداثة، مركز الدراسات الحضارية.

نقلا عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت نوفمبر 06, 2010 11:29 pm

ما بعد الحداثة.. آثارها ومفاهيمها وأبعادها الثقافية

ويرى خريسان أن الحداثة في ثقافتنا العربية في الوقت الذي ستثير «ما بعد الحداثة» على الأرجح أقصى درجات التشويش والفوضى لما فيه من غموض وتعبير عن دلالات متباينة، فالمؤلف يشير أحياناً إلى فكر الاختلاف، أو إلى ظاهرة العولمة، أو إلى مستقبل حضارة تختلف عن العصر الصناعي، وقد تذهب بعض المقاربات لاستخدام مقولة إفلاس الحضارة الغربية وانهيارها.

إن مفهوم ما بعد الحداثة يستخدم بشكل واسع في الدراسات الفكرية العربية للتعبير عن قضايا فكرية وأدبية ونقدية، كما تستند إليه اتجاهات فلسفية متزايدة الحضور والخطورة.

حيث يبين لنا الباحث مسألة «ما بعد الحداثة» وآثارها، والمفاهيم المكونة لها، وأبرز مدارسها، وأبعادها الثقافية والاجتماعية والفلسفية والفنية والسياسية .. ثم عرّف الحداثة من خلال سؤاله: متى ظهرت الحداثة تعبيراً عن رؤية خاصة للوجود والفكر والمجتمع؟ ومتى اختفت أو ستختفي؟ يمكن أن نلحظ كل خلافية في هذه الأسئلة، مفكرون ألحقوا بفكر ديكارت - القرنان 16 و17 الميلاديان- وبعضهم ربطها بعصر الأنوار القرن 12 .

أما الناقد الأدبي الأميركي «فريدريك جيمسون» يحدّد تاريخ ميلادها في النصف الأول من القرن العشرين، وعلى صعيد المفكرين العرب نرى «سمير أمين» لا يعطي تحديداً زمنياً لنشأة الحداثة، ذات طابع ميتافيزيقي، فكانت هذه الفلسفات تؤكد أن هناك نظاماً يحكم الكون، ويفرض نفسه على الطبيعة والمجتمعات والأفراد.

والمؤلف ذهب إلى قراءة البيئة الأوروبية لما قبل الحداثة قراءة تاريخية، فأوروبا قبل حداثتها هذه كانت تعيش في أطر ومرجعيات وبيئة مغايرة لمرحلة الحداثة، ثم يقول: «الناظر إلى تلك الفترة يرى أن المرجعية الدينية هي الأصل في تحديد تلك النظرة»، دور الدين الرئيسي في تشكيل الأطر والأنساق العامة التي تحكم الحياة الإنسانية، فالله أصل الوجود والمعرفة والأخلاق والكنيسة من هذا المنظور المفسر الوحيد للدين وبالتالي هي ظل الله في الأرض، مما يعطيها كامل الحق في تسيير المجتمع، وإخضاع الأمراء والملوك لسيطرتها، في الوقت الذي وجدت في الإقطاع خير سند لها يساعدها في لعب دور فاعل ومؤثر في الصراعات السياسية والاجتماعية ضد الأمراء والملوك.

ويلخص المؤلف مفهوم الحداثة على أنها حركة فكرية جديدة في التاريخ الأوروبي تقوم أساساً على محاولة إبدال المرجعية الفكرية التي تحكم السلوك الإنساني في الحياة، ويعني ذلك حسب رؤية المؤلف، أهمية العقل في الإفلات من قبضة الكنيسة والإقطاع، وهو التطور الذي حصل في أوروبا في تجريد الكنيسة من هيمنتها، كان من أهم نتائجها حركة الإصلاح الديني ـ البروتستانتية ـ ومن ثم بروز حركة النهضة التي ذهبت من التمركز على الخالق في السابق إلى التمركز على الإنسان، وصعود قيمة العقل من خلال منهجين: المنهج التجريبي عند بيكون والمنهج العقلي لدى ديكارت.

وهكذا وُلدت البنيوية ضمن المرجعية الفكرية للحداثة، وقد سعت لتفكيك الأسس التي أقامت عليها الحداثة بناءها الشامل وهي بالتالي تؤكد على الذات والعقل والتاريخ. وهي أيضاً في قراءتها للواقع تركن إلى المنهج الاستنباطي الذي يعطي الأهمية إلى الكل وليس إلى الأجزاء، ولا يرى الكل في الأجزاء المكونة له، لا بل إن هذه العناصر تخضع لقوانين تتحكم في بناء العلاقة التي تجمعها. وفي مثل التأكيد على البنى نرى البنيوية تعمل على إلغاء التاريخ، أي أن هناك انفصاماً بين البيئة والتاريخ.

ويهتم المؤلف في بحث البنيوية عندما يدرس «فردينان دي سوسير» وتطبيقاته في الحقل اللغوي وعلى العلوم الإنسانية على يد مجموعة من المفكرين والعلماء، في الوقت الذي أسهم فيه فلاسفة ومفكرون من اليسار الفرنسي في تبني المنهج البنيوي في نموذجه اللغوي في دراستهم المتنوعة يأتي في طليعة هؤلاء «كلود ليفي شتراوس»، ولوي التوسير وغيرهما، أما ميشيل فوكو فهو من مفكري اليسار البنيويين البارزين، وهو يعد حلقة الوصل بين البنيوية وما بعد البنيوية.

ويقول المؤلف «فهو بدأ بنيوياً وانتهى تفكيكياً، ذلك لكون بدايته الفكرية قد تأثرت أساساً بالمدرسة البنيوية الفرنسية». لكن البنيوية في رأي المؤلف «حصلت على شهادة وفاتها في عام 1968 مع صعود الثورة الطلابية التي اجتاحت العالم وتجسدت في فرنسا معقل البنيوية» .. أما الثورة الطلابية العالمية، هي مجموعة واسعة من التحولات المجتمعية التي مست المجتمعات الغربية، وفرضت عليها استحقاقات جديدة، والحركة التفكيكية وجدت في الثورة الطلابية خير سند عملي من الواقع لأفكارها «لذلك توجهت لنقض الفلسفات والنظريات الاجتماعية البنيوية والماركسية التي كانت سائدة».

وقد جاءت نتيجة إرهاصات فكرية سابقة مساعدة على نضوجها .. وإذا كان المؤلف قد أعطى الثورة الطلابية أهميتها لأنها الممثلة للثورة الحقيقية عند رفع شعار الحرية، والطلاب في الوقت نفسه لا ينظر إليهم كفئة سياسية تعنى بمسألة التغيير إلى جانب وجود الأحزاب والتيارات الفكرية المختلفة. ويلخص المؤلف الحركة الطلابية بقوله: أنها استطاعت أن تؤسس جينولوجيا للمقاومة في مقابل جينولوجيا السلطة، فهي وضعت القيم والأسس الأخلاقية لسلطة هذه المجتمعات سواء رأسمالية أو شيوعية.

كان بحث الحركة الطلابية وما بعد البنيوية تمهيداً لبحث ما بعد الحداثة، وقد طرح المؤلف أسئلته: متى ظهرت ما بعد الحداثة كحركة فكرية؟ ومتى استخدم مفهوم ما بعد الحداثة للدلالة عليها؟ وما الفرق بين ما بعد الحداثة وما بعد الحداثية؟ وما أبرز التعريفات التي قدمت بشأن ما بعد الحداثة؟

وعلى الرغم من انتقادات وُجهت لما بعد الحداثة اختصرها المؤلف في ست نقاط من أهمها: ما بعد الحداثة مناقضة لنفسها، سعي ما بعد الحداثة لإثبات عدم مصداقية العقل، عجز العلم عن اكتشاف أو تفسير بعض الظواهر .. لكن «روزنا» تحدد سبعة تناقضات في تفكير ما بعد الحداثة: إنها ضد النظرية، تركز ما بعد الحداثة على الهامش وهو يمثل تأكيدا تقويميا، تشدد ما بعد الحداثة على العلاقات بين النصوص لكنها غالباً ما تعامل النصوص بعضها بمعزل عن بعض، تنتقد ما بعد الحداثة تضاربات الحداثة، لكنها ترفض الاعتقاد بالمعايير التوافقية نفسها...

وأخيراً قدم لنا المؤلف أربعة أبعاد لما بعد الحداثة: الأبعاد والتحديات الثقافية - الفكرية -الأبعاد والتحديات الاجتماعية النفسية، الأبعاد والتحديات السياسية - الأيديولوجية، الأبعاد والتحديات الاقتصادية. ويكون قد وقف على أبرز الأبعاد والتحديات التي تطرحها مدرسة ما بعد الحداثة اليوم على المجتمعات الغربية بصورة مباشرة، ونحن بدورنا نرى أهمية الإشارة إلى حداثة الموضوع في العالم العربي وفي دول الجنوب، مما يؤكد على أهمية الكتاب كمرجعية للباحث والقارئ على حد سواء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت نوفمبر 06, 2010 11:30 pm

إن المدخل الحقيقي للنظر إلى فكر ما بعد الحداثة، هو أن تقرأه في سياق الهزات الفكرية والأيديولوجية التي أصابت البشرية، لا أن نكرر بشكل مستمر أنه يعمم الفوضى ويدعو إلى غياب القيم والعدمية. إنّ رفضنا لبعض الأفكار لا يجب أن يعمينا عن رؤية النقد الجرىء الذي تمكن هذا الفكر عن طريقه من كشف تناقضات الحداثة والتباساتها. وإذا كان نصرّ على التعامل مع هذا الفكر بشكل وثوقي كما فعلنا مع غيره من قبل، فإنه من واجبنا الاستفادة من الأفكار الجديدة للتفكير في أزماتنا واجتراح منافذ أو طرق جديدة من أجل التغيير.
ضمن هذه الشواغل كتبت هذه الدراسات التي سعت إلى مقاربة فصول من الفكر الغربي ضمن سياقه التاريخي، للنظر في أزمة الحداثة وتلمّس معالم هذه الأزمة التي تخلق من داخلها بذور حداثة جديدة أطلق عليها "ما بعد الحداثة"، والبحث عن أصولها الفكرية عن طريق المساءلة التي يمارسها هذا الفكر لمل من نيتشه وهيدغر، وارتباطها مع تحولات العالم وظاهرة العولمة.
كما يجري السؤال عن "صدام الحضارات" وتتبع الخلفيات التاريخية التي سبقت ظهور هذه المقولة والظروف التي منحتها وهجها وجاذبيتها، والتعرض لمقولة "حوار الحضارات" التي جرى طرحها كبديل، ولا سيما أن هذه المصطلحات باتت أساسية بعد أحداث 11 أيلول.
فالهاجس الذي تنطلق منه دراسات الكتاب جميعها هو التفكير في مستقبل مختلف، ولأن الفكر ما بعد الحداثي يمثل الفكر الأكثر حضوراً لذلك جرى بحث هذه الظاهرة من وجوهها المختلفة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت نوفمبر 06, 2010 11:35 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] Sun-Mar-2009 - 09:51 am [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/b][/b][/b] - فيصل الزوايدي

صدر حديثا عن المركز الثقافي العربي كتاب "القبيلة والقبائلية أو هويات ما بعد الحداثة" للدكتور عبدالله الغذامي. وجاء الكتاب في ستة فصول: الأول: "هوايات ما بعد الحداثة"، والثاني "الإسلام والقبيلة"، والثالث "المستغرب" والرابع "ثقافة القبيلة"، فيما حمل الخامس عنوان "إعادة اكتشاف القبيلة"، أما الفصل السادس والأخير فجاء تحت عنوان "الأصول"،
يقول الدكتور الغذامي في المقدمة أن هناك صورتين ثقافيتين متقاربتين وكلتاهما تمثلان سمات بارزة من سمات وعلامات المرحلة الراهنة، ويضيف: من أكثر السمات الراهنة، هو البروز القوي للعرقيات والطائفيات والمذهبيات ومثلها القبائلية، وهي كلها تمثل عودة للهويات الأصولية بأقوى صيغها حتى لتبدو أشد حدة مما كانت عليه قبل مرحلة كمونها المؤقتة في فترات مضت، وهي تكشف عن خروج للمكنون إلى العلن سياسيا وثقافيا ومعتقديا وسلوكيا ويقابل ذلك تراجع للمعاني الكبرى في المثاليات والحرية والوحدة.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت نوفمبر 06, 2010 11:38 pm

الإسلام ومنظومة القيم الإنسانية ... منظور «ما بعد حداثي» الى المسألة[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
إذا كانت الحداثة قد حاولت الاقتراب من الدين باعتباره محفزاً للإيمان «العقلي»، ودافعاً للفرد من أجل الوصول إلى الحد الأقصى للمنفعة المادية، إلا أنها وفي سبيلها لتحقيق هذا المجد «المادي» تجاهلت كل ما هو «ورائي» أو «ميتافيزيقي»، وحررت العقل من أي قيود «غير مادية» إما باعتبارها غير موجودة، وإما باعتبارها غير مهمة في مسيرة التطور الفعلي للحضارة الغربية.
ومن خلال الحداثة انتقل المعنى الإيماني من الاعتقاد في الميتافيزيقي «اللامحدود» الذي يضرب بجذوره في أساس الفلسفة الغربية، إلى تمجيد و «عبادة» العقل الإنساني «المحدود» باعتباره «غاية» في حد ذاته. وهي بذلك أهالت التراب على التراث الفلسفي الطويل للأباء المؤسسين للفلسفة العامة بدءاً من أفلاطون وانتهاء بالفارابي، الذين نظروا الى العقل باعتباره «وسيلة» فهم المغزى الحقيقي للوجود البشري، وليس فقط للسيطرة عليه.
وكان من أهم دوافع ظهور فلسفة ما بعد الحداثة، إعادة الاعتبار لما هو «ميتافيزيقي»، ليس بمنظور الفكر القديم، أي باعتباره «عالماً مجهولاً» تسعى الفلسفة الى اكتشاف آفاقه، وإنما باعتباره يحمل مضامين الفكرة الإنسانية برمتها، أي البحث في محاولة تهذيب «العقل المادي» الذي أطلقته قوى الحداثة وفككت مرجعيته الأخلاقية.
إن غاية فلسفة ما بعد الحداثة، ليست مجرد العودة «النكوصية» بالعقل الإنساني إلى حالته البدائية من حيث القدرة على التفكير واكتشاف المجهول، بقدر ما هي تحديد الإطار الأخلاقي و «الإنساني» لهذا العقل، أي إعادة الصفة المعيارية له، وضبط بوصلته الإنسانية.
أي أنها ترشيد «الترشيد» الحداثي، أو بالأحرى ضبط «حركة» العقل الحداثي وإعادته الى حظيرة الأخلاق والقيم الإنسانية. أو بالأحرى، وعلى نحو ما يشير جان فرانسوا ليوتار، فيلسوف ما بعد الحداثة، إنها «إعادة اللجوء إلى الضمير كمصدر للفعل الإنساني»، وليس فقط العقل كمصدر وحيد له، وذلك على نحو ما تنادي به فلسفة الحداثة.
لكن ما هو موقع الدين بالنسبة الى فلسفة ما بعد الحداثة؟ ببساطة فإن الدين يعد أحد الأطر (أو الأعمدة) التي تسعى فلسفة ما بعد الحداثة إلى التركيز عليها باعتبارها أحد أشكال «الضمير» الإنساني، وكي تعيد النظر للدين، ليس بصفته مجموعة من النصوص والقيم اللاهوتية، وإنما باعتباره «سياجاً» روحياً يصنع الخلفية الإنسانية لحركة العقل في تحليله الظواهر الاجتماعية، وتعاطيه مع الواقع السياسي المعقد.
لا يعني هذا، أن يصبح الدين قيداً أو حاجزاً للعقل الإنساني عن تجاوز الممكن و «المعقول»، وإنما هو محاولة لإحلال «اليقين» في مقابل «الاقتناع» كمنهجية في التفكير. وهو لا يعني التخلي عن منتجات العقل «الحداثي» أو التقليل من منجزاته طوال القرون الثلاثة الماضية، بل يكاد يكون استكمالاً للفلسفة العقلانية «التنويرية» التي وضع أسسها الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط (1724-1809) عند نقده للعقل المحض.
ما فعله ليوتار في كتبه الشهيرة «الوضع ما بعد الحداثي» (1979)، و «الخلاف 1983»، و «أخلاق ما بعد الحداثة 1993» لم يكن مجرد محاولة جادة لنقد «الحداثة» فحسب، وإنما محاولة لنحت طريق راسخ في تأصيل الأطر الأخلاقية والمعرفية لفلسفة ما بعد الحداثة، ولم تكن جدالاته الكثيرة مع دريدا وليفناس ونانسي ولاكو وهابرماس، ومع أطروحاتهم حول ما بعد الحداثة ومصيرها الإبستمولوجي سوى محاولة تقليص الفضاء الكوني لأفكار الحداثة.
إن غاية الوجود البشري تحقيق السعادة والخير للبشر جميعاً، من خلال العدالة والتسامح وأنسنة المفاهيم والظواهر الحديثة. وهي غاية شكلت محور البناء الفلسفي الإغريقي والأوروبي في بواكيره، ولا عجب أن يعاد إنتاجها حالياً بعد أن أخذ العقل البشري دورة كاملة للوصول إلى أبعد نقاط التفكير «والخيال» فيما يظن «أنه» نهاية الوجود، فكانت النتيجة أن تفككت عرى الأخلاق وانجرفت غاية الوجود إلى عكس ما أريد لها، ولا مناص إلا بالرجوع إلى بديهيات التفكير الفلسفي، من أجل ضبط حركة هذا العقل في إطار خدمة تلك الغاية السامية.
الوجه الديني لفلسفة ما بعد الحداثة تكشف عنه حال السيولة القيمية التي تمر بها الحضارة الغربية منذ أكثر من نصف قرن، وهو بات طابعاً مميزاً يدمغ هذه الفلسفة، بل وأداة ضرورية لاستكمال بنائها المعرفي. فهو يعمل كأداة تفسيرية للكثير من الظواهر الراهنة في هذه الحضارة، فضلاً عن كونه يقدم مخرجاً «ليناً» يزيد من إقناع فلسفة ما بعد الحداثة.
فعلى سبيل المثال كيف يمكن تفسير ذلك النمو الهائل في المؤمنين بحرفية «الكتاب المقدس» أو ما يطلق عليهم «الإنجيليين» في الولايات المتحدة؟ وكيف يمكن تفسير النزوع الفردي نحو القيم العالمية والاهتمام بالمشاكل «فوق القومية»؟ وبماذا نفسر انتشار ثقافة «التطوع» و»الخيرية» لدى عدد هائل من قطاعات التجارة والأعمال؟
بكلمات أخرى كيف نفسر عمليات النزوح الجماعي من أنساق العلمانية الغربية، التي ابتعدت عن الأطر الأخلاقية، ومحاولة العودة إلى نمط مغاير من التفكير يعترف بحيوية دور الدين في صياغة المواقف الإنسانية، وليس فقط دور العقل «الرشيد» على نحو ما آمنت به فلسفة الحداثة.
بيد أنه تجدر الملاحظة، وكما أشرنا آنفاً، أن الاهتمام «ما بعد الحداثي» بالدين لا ينطلق من الحاجة إلى تقييد العقل عبر «طقوس وشعائر» بعينها، فهذا هو التدين وليس الدين، وإنما فقط محاولة لإعادة الاعتبار لمصادر الضبط الذاتي في وجه عام سواء كانت دينية أم ماورائية أم أخلاقية.
فلسفة ما بعد الحداثة تسعى الى التخلص من الإفراط في «تقديس» العقل، والخروج من شرنقة حدوده التي جعلت دريدا يمتدح الموت في كتابه الشهير «هبة الموت» أو «The Gift of Death» عام 1996.
لكنها في الوقت نفسه لا تنادي، في نقدها للحداثة، بالتخلي مطلقاً عن منتجاتها، أو هدم منظومة الأفكار والمناهج التي طورتها هذه الفلسفة خلال القرنين الماضيين، بقدر ما يعني الاستجابة لحال التدهور الشديدة التي أصابت القيم الإنسانية وأنتجت المأزق الراهن للحوار الحضاري.
أين تقع منظومة القيم الإسلامية من فلسفة ما بعد الحداثة؟ بكلمات أخرى: هل ثمة تلامس بين ما يطرحه الإسلام كدين عالمي وبين هذه الفلسفة؟ لا مبالغة في القول إن الإسلام يعد، وفق الأطروحات الفلسفية الراهنة، ديناً «ما بعد حداثياً» بكل ما تحمل هذه الكلمات من معانٍ ودلالات، ولا مبالغة أيضاً في النظر الى فلسفة ما بعد الحداثة، باعتبارها محاولة جديدة للاقتراب من فهم الدين الإسلامي، بل قد تكون إحدى الطرق المؤدية إليه في نهاية المطاف.
فمن جهة أولى، فقد احترم هذا الدين على مدار أربعة عشر قرناً العقل الإنساني بإطاريه الوضعي والأخلاقي، وجعل منه «بوصلة» للضمير الإنساني والفعل الاجتماعي، وكثيرة هي الآيات التي تبجل العقل وترفعه إلى مرتبة التقديس، خصوصاً آيات الاستخلاف وإعمار الأرض والتخيير الإرادوي بين الخير والشر، والإيمان والكفر.
من جهة ثانية، وعلى رغم هذه السمة المقدسة للعقل، فقد وضع الإسلام سياجاً «ذاتياً» على العقل البشري، يجمع فيه بين الرشادة على نحو ما نادت به فلسفة الحداثة، وما بين «الضمير الأخلاقي» على نحو ما تنادي به أطروحات ما بعد الحداثة. ذلك أن أهم ما يميز الإسلام عن غيره، أنه وكما قال كثير من مفكري الغرب يعبر عن «ديانة ضمير» تخلق ضوابط بديهية «إرادوية» لا يمكن لأي مجتمع الاستغناء عنها.
ومن جهة ثالثة، يطرح هذا الدين منظومة من القيم «الإنسانية»، يمكن لأي مجتمع الاهتداء إليها بصرف النظر عن دينه أو معتقده الذي يرتبط به، وفي مقدمها قيم العدالة والمساواة واحترام الآخر، وهي ذاتها القيم التي تشكل محور الفلسفة الإنسانية منذ سقراط وحتى أفكار ما بعد الحداثة.
ومن جهة رابعة، يقدم هذا الدين حلاً ناجعاً لكثير من المسائل التي تؤرق العقل البشري حالياً، كالعلاقة بين الإيمان والعقل، والحرية والأخلاق، وقضايا الضبط الاجتماعي كمسائل الإجهاض والشواذ وغيرها من تلك التي تمثل في حد ذاتها تحدياً كبيراً لفلسفة ما بعد الحداثة، ما قد يدفع نحو ترسيخ فلسفة جديدة من قبيل «ما بعد ما بعد الحداثة» أو أي فلسفة «دينية» أخرى، تكون أقرب لصحيح «الإسلام».
إن ديالكتيك العقل الإنساني (خصوصاً الغربي) يقترب في شكل حثيث، علي الأرجح من دون قصد، من القيم الإنسانية التي رسخها الإسلام وبنى عليها حضارته العريقة طوال قرون عدة، ما يحمل الفقهاء والمجددين ورجال الدين في العالم الإسلامي عبئاً ثقيلاً في إعادة تقديم هذه القيم السامية في ثوب حضاري يلهم الآخرين.
الحياة -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
فريق الادارة
المدير العام
المدير العام
فريق الادارة


عدد المساهمات : 3110
نقاط : 8100
تاريخ التسجيل : 04/12/2009

ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Empty
مُساهمةموضوع: رد: ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم   ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم Emptyالسبت نوفمبر 06, 2010 11:41 pm

في وصف المجتمع ما بعد الحداثي
الكتاب: الطريق إلى القرن الواحد والعشرين – التيه
المؤلف: جورج بالاندييه
ترجمة: محمد حسن إبراهيم
الناشر: وزارة الثقافة – دمشق
حاول الكثير من الباحثين قراءة ظاهرة ما بعد الحداثة وفقاً لعلاقتها بالمجتمع الغربي، فعالم الاجتماع الفرنسي آلان تورين ربط بين بروز ما سماه بالمجتمع ما بعد الصناعي وبين الفكر ما بعد الحداثي معتبراً أن الأسس الحديثة لاقتصاد السوق وآلياتها التي تتعزز دولياً كانت بمثابة الحاضن الاجتماعي لبروز أفكار ما بعد الحداثيين في ما يتعلق برفضهم لأسس الحداثة القائمة على العقلانية والتنوير والعلمية وحديثهم المستمر عن السلطات والنهايات، بدءاً من نهاية السرديات الكبرى حسب ليوتار أو موت الإنسان حسب فوكو والكلام حول موت المؤلف حسب بارت ونهاية الجغرافية حسب فيريليو، أما فردريك جيمسون فقد ربط بين المجتمع الاستهلاكي والفكر ما بعد الحداثة بل هي ثقافتها بالذات، لذلك بدأ علماء الاجتماع بقراءة الظاهرة وفقاً لأصولها الاجتماعية كما نجد مع جورج بالاندييه في كتابه (في الطريق إلى القرن الواحد والعشرين – التيه) والصادر عن وزارة الثقافة بدمشق حديثاً، ومن ترجمة محمد حسن إبراهيم، إذ يمكن اعتبار هذا الكتاب بأنه وصف لمظاهر وتجليات المجتمع ما بعد الحداثي في حقوله العلمية والفكرية والصناعية والاقتصادي. إذ يرى أن ما بعد الحداثة أتت بعد مرحلة انتقالية فصلت بين الحداثة وما بعدها، أطلق عليها أسم حداثة التخيلات، فهي حداثة أشياء عارضة وانتقالية، وما يحددها هو الترهل والنسيان والفرض والإهمال وسريع الزوال، فالمرحلة مرحلة تخل ورفض كل شيء بدءاً من الإيديولوجيات وانتهاء بالإنسان. إنها باختصار مرحلة انتصار المستجد والمستحدث، لكن بالمقابل لا يبدو هذا جديداً يدعو الى التفاؤل بقدر ما يمكن تشبيهها بأنها عبارة عن ركام من الانهيارات.
ورغم توصيفه لها وفق منشئها الغربي إلا أنه يرى أنها تركت آثارها على العالم الثالث الذي لم يتمكن من الدخول إلى عصر الحداثة فحسب، بل فقد هذا العالم حركات تحرره الوطنية مما أفقده قدرته الجاذبة، إذ كان هذا العالم الثالث على حد تعبيره بمثابة عقيدة مولدة لتضامنات جماهيرية ضخمة ولحماس الشباب ولآمال فيها الكثير من الجسارة التي خدمت قضية الحرية وربما استطاعت أن تخلق الثورة الحقيقية حتى داخل التخوم الأوروبية.
يبدو إذاً بالاندييه لا يقرأ في ظاهرة ما بعد الحداثة إلا وفقاً لعلاقتها بمضمون الحداثة وإرثها التحريري والتنويري، الذي قضت عليه ما بعد الحداثة، وتهكمت من الذين ما زالوا يتحدثون باسم هذا التراث أو يدعي امتلاكه، لذلك فبالاندييه يصف هذا الفكر بداية وفقاً لعلاقته مع الآخر في المجتمعات المغايرة له، هذه العلاقة التي تحدد مسألة الهويات وتطرحها بوصفها هاجس العصر الحديث بدءاً من هويات الأشخاص والجماعات حتى هويات الدول والقوميات، ويرى أن ذلك لم يكن ليطرح بهذه الحدة لولا اللايقين الهوياتي الذي تطرحه ما بعد الحداثة، وتتحدث فيه باستمرار مقدسة النزعة الفردية ومرسخة مبدأ التحول بوصفه سمة العصر وروحه. وهذه النزعة الفردية تتعزز مع ثقافة البضاعة والأشياء، والدعاية كلية الحضور، والمشاهد التجارية التي تبدل بشكل من الأشكال هيئة المستهلك من أجل أن تجعل منه زبوناً ذا شهوة شراء دائمة التأجج، وهذه هي مظاهر المجتمع الاتصالي، بوسائطه الإعلامية التي تمنح الجبروت للسماع والصورة اللذين يحافظان على الانطباع بأننا قد بلغنا توصلنا إلى تنوع العالم وإلى رؤية التاريخ وهو يتكون ويتشكل. وبفضل هذه الوسائل الاتصالية التي تدخلنا ما بعد الحداثة فيها، فإنها تخلق لنا توتراً شديداً بين خيبة الأمل وكثير من التعقيد والمسائل غير المحلولة ومن الاعتقادات والأوهام الضائعة والحوادث المأساوية أو غير المتيقن فيها في ما يتعلق بعاقبتها. إنها تضعنا بين عدم الاستقرار الذي يبدو أبدياً وبين عودة الافتتان بالاستعانة بكل الوسائل من أجل تحقيق الممتنع. فزمانية ما بعد الحداثة إذا تدل على الدخول في عهد ثقافي جديد، بمقدار ما تدل على اضطراب العلاقات المقاومة مع المكان. فالأزمنة الاجتماعية، تنقسم وتتنوع حسب الأوضاع المتحركة التي تعمل فيها، وتتكون في حالة من الميوعة، إذ لا زمان من بينها يفرض هيمنته ويجلب استمراراً نسبياً، فما نعيشه هو زمن اللاستقرار، الأمر الذي يسهم في تقوية وبلورة وعي يتأسس على الفوري واللحظي رافضاً الأزمنة الماضية، وهازئاً بأزمنة المستقبل. أما بالنسبة لعلاقة ما بعد الحداثة بالمكان، فيجب أن ينظر إليها من أوجه ثلاثة في ما يخص آثارها الأكثر دلالة: إزالة التوصيف وإزالة التحقيق وتحويره إلى وجود ضمني افتراضي، وخلق التبعثر، وبذلك يتحقق المجتمع ما بعد الحداثي باعتباره مجتمع كل مكان، فالفوري يحل محل الدوام أو المرجأ، وتصبح أماكن البشر بما تحتويه من محسوس، من حياة مشتركة مندمجة، تغدو تافهة ببلوغها الواقع الشاشاتي (شاشة التلفزيون أو الكومبيوتر) أما الاتصال اللفظي فإنه يصاب في عالم ما بعد الحداثة، بما بشبه فقر الدم من تشوه وتحوير، فالآلات تنقل الكلمات أو بالأحرى تتلفظ بها، ويضربها الاتصال التجاري في معظم الأحيان كي ينتج المفاعيل الإعلانية، ويمحي النطق الصحيح أو الحق. إنها أزمة الكلام بفعل واقع مفارق من حيث الظاهر، واقع يراوح بين أن يكون أكثر مما ينبغي أو يكون دون الكفاية، وهذه الأزمة ستنتج لدينا إفقار الذاكرة وإعادة تكييف زماننا ومكاننا وفقاً لما تبتغي هي وترغب لا وفقاً لما نطلب نحن.
ولكن، كيف سيصبح موقع العقل في هذا العالم الجديد؟ سيما وأن ما بعد الحداثة لا يكف عن الاستخفاف به والتهكم من وظائفه، هنا يرى بالاندييه أن العقل لن يجد نفسه داخل مجابهة بسيطة وواضحة، بل سيدخل معركة تبحث دون مواربة عن استبعاد الأسطورة واستئصال الأشياء الغامضة، وهو لذلك يفقد وحدته في الوقت نفسه الذي يفقد فيه ثقته، ولا يمنحه ملجأه المفضل (العلم) شاغلاً تاماً واستثنائياً، إذ لم يعد يوجد حصانة سياسية علمية، فالعلم أصبح هو ذاته أسطورة مكتومة، ومنطوياً على أشكال منطق هجينة، كما لاحظ ذلك كاسيرر سابقاً بأن الفكر الأسطوري والفكر العقلي يتناميان على مستويين مختلفين، إلا أن الفكر الأسطوري يستمر في أن يتواجد داخل الفكر العقلي ويحدد فيه، لذلك ستنشأ رغبات وانفعالات وغرائز واستيهامات من نوع جديد لا تقوم على ثنائية الجسد والروح بقدر ما تتبع للتوسطات الأدواتية والرواميز والخيال الاتصالي.
ولذلك سيفقد الموت ألقه وسطوته، إذ لن يعود ذلك التحدي المجهول، أو ذلك السقوط المطلق الذي يحدد نهاية الموجود البشري الأخيرة، أو ذلك المحرض الأعظم والأول لتخيلي استمدت منه المعتقدات والتقاليد قوتها، فالموت في مجتمع بعد الحداثة أشبه بحضور غائب محير، إذ أن هذا المجتمع ينكره، عن طريق تأكيده على القدرة المطردة القادرة على دفعه من أجل الغاء الموت أو مواراته وإبعاده، عن طريق العزل السريري للأشخاص الأكثر قرباً منه، أو معالجات الجثة التي تتيح محاكاة هجعة الحياة، وهذا الإمحاء التدريجي ينال تظاهرات الموت الاجتماعية والأوجه العامة لحلول الموت والمأتم، إذ يجب أن تقلص قدر المستطاع آثار الموت عن طريق إبعاده ونفيه المستمر وجعله باستمرار موتاً للآخرين.
ويبقى الجنس صلة الرجل والمرأة في المجتمع ما بعد الحداثي، إذ لا تقوم بينهما علاقة أخرى كالزواج أو ما شابهه، فالجنسوية تميل إلى تحقيق ما يمكن وصفه (جنس دون عمر، دون عنف، دون معايير) وما كان يسمى خطيئة شهوة الجسد سيصبح الهدف من أجل التوصل إلى الشبقية، وتحضر هذه في كل الوسائل بدءاً من دعاية العلاقات الغرامية التي تزيح حدود الحياة الصميمية وانتهاء بإنجاز خدمة الجنس التي ستصبح مطلب الجميع وصفة الوسائل الاتصالية القادمة التي ستنزع منا حقنا بالرد، ولن تتركنا سوى أسارى التخييل والتلقي الوهمي.
وإذا كان بالاندييه أقرب إلى وصف مجتمع ما بعد الحداثة على أنه مجتمع أقل انسانية وأكثر بعداً عنها، فإن ذلك ما دعاه في الخاتمة إلى التوصل إلى أن هذا المجتمع هو نهاية القيم، التي لن يكون لها أي صفة معيارية أو حتى اعتبارية، إنه مجتمع يؤسس لقيمه التي ينتجها ويتعامل معها وفقاً لظرفها القابل للتحول باستمرار، وبالتالي فإن هذه القيم أيضاً – إذا ما بقيت هذه التسمية منطبقة – عليها ستظل عرضة للتغيير والإمحاء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://socio.yoo7.com
 
ما بعد الحداثة : قراءة في المفهوم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجتمع المدني العبر وطني: قراءة في المفهوم والوظائف
» التراثب الاجتماعي بين المفهوم والواقع ؛ وبين الحداثة والعولمة...
» محمد سمير عبد السلام - قراءة فيما بعد الحداثة وما بعدها
» نهاية الحداثة الفلسفات العدمية و التقسيرية في ثقافة ما بعد الحداثة _ جياني فاتيمو .pdf
» العولمة: المفهوم والتحديات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العربي للعلوم الاجتماعية والانسانية :: مكتبة العلوم الانسانية والاجتماعية :: المناقشات والحوار الصريح-
انتقل الى: